كان من المفترض أن يطلّ الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله يوم الأربعاء للحديث عن قضايا عدّة: الوضع على الحدود مع فلسطين المحتلة، قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، تطورات ملفّ «كورونا»... إلّا أنّ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، بدّل الأولويات وتأجّل الموعد. عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم، أطلّ نصر الله ليؤكّد أنّ الفاجعة لا يُمكن أن تمرّ من دون محاسبة المُرتكبين، مُحذّراً من أي حماية لأي مُرتكب على أساس طائفي أو مذهبي أو سياسي. وعلى الرغم من أنّ إطلالة الأمين العام لحزب الله سبقها هجوم سياسي عليها، إلا أنّه نأى بنفسه عن أي صراع حالياً، مؤجّلاً الحديث بهذا الموضوع، لأنّ «الأولوية للتعاطف والتعاون».في ما يلي أبرز ما جاء في الكلمة التلفزيونية:
- نحن أمام حادثة كبرى، فاجعة بالمعنى الإنساني والوطني.
- مرفأ بيروت دُمّر بشكل كبير، ما سيكون له تداعيات اقتصادية تزيد من المأزق الموجود في البلد. نحن وبناءً على كلّ المعايير أمام فاجعة كُبرى.
- كان لافتاً الجوّ الشعبي وهذه اللهفة في كلّ المناطق، والحضور السريع للعديد من الهيئات الشعبية، لأنّ الكارثة كانت أكبر من قدرة الدولة. هذا دليل حياة وأخلاق وضمير.
- المشهد الثاني الإيجابي كان مواقف الدول التضامنية وإعلان الاستعداد لتقديم المساعدات، والأبرز كان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
- ننظر بإيجابية إلى كلّ مساعدة وتعاطف وزيارة في هذه الأيام، خصوصاً في إطار مساعدة لبنان أو لمّ الشمل والتعاون والحوار بين اللبنانيين.
- ما حصل في لبنان، للأسف الشديد، أنّه منذ الساعة الأولى للفاجعة، وقبل أن تظهر طبيعة الانفجار، خرج بعض وسائل الإعلام المحلية والإقليمية وقوى سياسية، حاسمة مُسبقاً أنّ ما انفجر في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت عبارة عن مخزن لصواريخ حزب الله.
- لماذا؟ ليقولوا للشعب اللبناني إنّ الذي دمّر بيوتكم وميناءكم وأرزاقكم وجرح فيكم الآلاف هو حزب الله.
- نحن جزء من المقتولين والمجروحين. فمن جمهورنا سقط شهداء وجرحى.
- أنفي نفياً قاطعاً حازماً جازماً: لا نملك شيئاً في المرفأ، لا مخزن سلاح ولا بندقية ولا قنبلة ولا رصاصة ولا نيترات.
- مسؤولية حزب الله الأساسية هي المقاومة. هو يعرف مرفأ حيفا أكثر من مرفأ بيروت لأنّ هذا جزء من معادلة الردع واستراتيجية الدفاع عن لبنان.
- رأينا استغلالاً سياسياً بعد الحادثة. لا أريد الدخول في سجال مع أحد، لأنّنا مُصرّون على أنّه أخلاقياً ووطنياً وإنسانياً اللحظة هي لحظة تعاطف وتعاون ولملمة الجراح.
- هناك حادثة ضخمة، هناك تحقيق يجب أن يحصل.
- أمام هول الحادثة، يوجد إجماع بأنّه يجب أن يحصل تحقيق تامّ وشفّاف ونزيه وشامل وأن يُنزل أشدّ أنواع العقاب العادل بحقّ من يتحمّل مسؤولية في الحادث.
- لا يُسمح أن يُحمى أحد أو تتم تغطية أحد. لا يجوز أن يكون التحقيق والمحاكمة على الطريقة اللبنانية التي تُلحظ فيها التوازنات اللبنانية. فالمسؤول عن الحادث لا دين له، ومحاسبته تكون على أساس ما قام به.
- كل القوى تقول إنّها تثق بالجيش اللبناني، تفضلوا كلّفوه بالتحقيق طالما أنّكم تثقون به. هناك خيار ثانٍ، أن يكون التحقيق مشتركاً بحيث أنّ الجهاز الأمني والعسكري الذي تثقون به يكون موجوداً. رغم رأيي الشخصي أنّ الخيار الأول كافٍ.
- إذاً «الدولة» والطبقة السياسية، سلطة أو معارضة، لم تصل إلى نتيجة في هذا الملف يعني لا يوجد أمل ببناء دولة ولا إمكانية لمواجهة فساد وتقصير. الموضوع بهذا الحجم. هذه حادثة لا يُمكن أن يُمرّ عليها.
- التعاطي الدولي مع الحادثة هو فرصة يجب أن يستغلها اللبنانيون.
- المقاومة أعظم وأشمخ من أن ينالها بعض الظالمين الكذّابين المُزوّرين للحقائق، الدافعين إلى حرب أهلية.