«سويسرا محايدة، لكنها دولة قوية وجيشها من أقوى جيوش العالم وشعبها مسلّح... لا حياد إذا لم تكن الدولة قوية، ولكي تكون كذلك يجب أن تحافظ على كل عناصر قوتها... لا حياد مع الضعف سيدنا». هذا ما أكّده رئيس ​التيار الوطني الحر ​جبران باسيل لـ«بطريرك الحياد» بشارة الراعي، لدى زيارته له في الديمان أمس. زيارة «حليف حزب الله» قوبلت بـ«حفاوة لافتة»، بحسب مصادر «الأخبار»، واستمرت نحو ساعتين، تخللهما غداء بحضور عدد من المطارنة، وأعقبهما تصريح مكتوب أدلى به باسيل على باب الصرح.المصادر أكّدت أن البطريرك استمع، باهتمام، الى مقاربة ضيفه الذي أكّد «أننا إيجابيون جداً إزاء فكرة الحياد. لكن هذا له شروطه وخارطة طريقه»، منها التوافق الداخلي «وهو غير موجود»، وموافقة دول الجوار والعالم، «لأنك لا يكفي أن تحيّد نفسك، بل يجب أن يوافق الآخرون على تحييدك. كيف أكون محايداً إذا كنت أتعرّض لاعتداء من الإرهابيين التكفيريين الذين جاء بهم هذا الخارج إلى لبنان؟». وأضاف: «إذا لم تتمكن من انتزاع انسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وحق العودة للفلسطينيين وعودة النازحين السوريين وحماية النفط، فأنت تطرح شعاراً لا يمكن تحقيقه».
وعندما بادر الراعي باسيل، تعليقاً على إشارة الأخير الى أهمية الحفاظ على «كل عناصر القوة»، بالسؤال: «تريد أن تطمئن الشيعة؟»، رد باسيل: «الشيعة مكوّن أساسي من مكوّنات الوطن. والحياد لا يمكن أن يكون بالقوة، بل يجب أن يكون خياراً وطنياً وليس شعاراً يثير الانقسام».