متوسط الفارق بين فاتورتين في الحيّ نفسه يعادل عشرين دولاراً شهريا عن كل 5 أمبير
بعد استحصال المدّعي على عدد ساعات انقطاع الكهرباء في بصاليم، وإجرائه مقارنة بين الأسعار في بصاليم من جهة وانطلياس وجل الديب المجاورتين لها من جهة ثانية، تبيّن ان سعر الاشتراك في الأولى أعلى بعشرين دولاراً على الأقل (لكل 5 أمبير). ويشمل ذلك الاحياء التي تتغذى من خط الكهرباء نفسه. وبحسب تقديرات المدّعي، فإن الربح الإضافي لرئيس البلدية وأصحاب المولدات التي تغذي البلدة يبلغ نحو 300 ألف دولار شهريا أي 3 ملايين و600 ألف دولار سنويا، أي 21 مليون و600 ألف دولار على مدى 6 سنوات ترأس فيها سمعان البلدية.
«مافيا المولدات» تعمل بالطريقة نفسها، في غالبية المناطق، وليس في بصاليم وحدها. وعمل المافيا كان يتم بالتواطؤ بين المؤسسات المعنية ورؤساء البلديات والقائمقام وصولا الى المحافظ . ففي المتن الشمالي ،مثلا، تصدر تسعيرة المولدات الكهربائية عن كل شهر من القائمقامية بالتعاون مع مراقب المولدات في محافظة جبل لبنان داني أوديشو (آنذاك)، علما أن الأخير صاحب مولدات في مناطق عدة في القضاء. «الأخبار» اتصلت بمحافظ جبل لبنان لسؤاله عن السبب وراء تعيين أوديشو لهذه المهمة وما تحمله من تضارب في المصالح، فأكد أنه فور تسلمه مهامه لم يجدّد للأخير. أما عن التأخير في رفع الحصانة عن رئيس بلدية بصاليم، فقال إن التحقيق الأول الذي وصله لم يكن جديا ولا مقنعا، في حين أن تحقيق فرع المعلومات تضمن معلومات تستحق اعطاء الاذن لملاحقة رئيس البلدية، ولكن لا يمكن كف يده الا بعد صدور قرار ظني يتهمه.
بدوره، رئيس بلدية بصاليم قال لـ«الأخبار» إنه تحت سقف القانون ويلتزم بقرارات القضاء، نافياً أن يكون «هناك تلاعب في التسعيرة التي هي خارج صلاحياتنا»، مؤكداً أن في حوزته المستندات التي تدعّم موقفه.