توجّهت الأنظار في الشمال إلى مدينة الميناء، التي شهدت أمس تطورات دراماتيكية خطيرة تنذر بخروج الوضع عن السيطرة، بعد وفاة شخصين بانهيار مبنى، ما أدى إلى احتجاجات ضد رئيس بلديتها عبد القادر علم الدين، للمطالبة بالاستقالة من منصبه.حملة الاحتجاج ضد علم الدين نشبت أمس بعد تشييع أهالي الميناء جثمان عبد الرحمن كاخيه وشقيقته راما، اللذين قضيا فجر أمس الثلاثاء تحت ركام منزلهما الذي انهار عليهما في أحد أحياء المدينة القديمة. وحمّل المحتجون علم الدين المسؤولية المباشرة عن وفاتهما بسبب رفضه الموافقة على طلب قدّماه للبلدية للسماح لهما بإعادة تأهيل منزلهما، الذي قام عمال بناء بسرقة بعض حجارته الأثرية وبيعها، ما أصاب البيت بتصدّع سارع في انهياره.
المحتجون الذين جاء بعضهم من طرابلس، المستاءة من علم الدين الذي انتُخب قبل أيام رئيساً لاتحاد بلديات الفيحاء الذي درجت العادة أن تستلم بلدية طرابلس رئاسته، صبّوا جام غضبهم على مقر بلدية الميناء المواجه للكورنيش البحري، فدخلوا باحته وكسّروا واجهته الزجاجية، ثم دخلوا بعض المكاتب وبعثروا محتوياتها. كما تعرّضوا لسيارة ودرّاجة نارية تابعة للبلدية بالكسر وإضرام النار فيها.
رفض الأعضاء المستقيلون تسلّم محافظ الشمال إدارة شؤون مدينة الميناء


لم يكتف المحتجون بذلك، بل توجهوا لاحقاً إلى مركز الشرطة ومكتب علم الدين المجاور، وعاثوا فيهما خراباً، من غير أن يستطيع الجيش الذي استقدم تعزيزات إلى المدينة من إيقافهم، وسط عمليات كرّ وفرّ بينه وبينهم. وحال الجيش دون المحتجين ومنزل علم الدين الكائن في محلة البوابة بالمدينة، قبل أن يغلقوا الطرقات الرئيسية في الميناء ومستديراتها بواسطة الإطارات المشتعلة، في موازاة حصول إشكالات بين المحتجين والجيش في محيط سنترال الميناء الذي حاول المحتجون الدخول إليه وإغلاقه.
أمام هذا الضغط الشعبي في الميناء، وتنفيذ محتجين اعتصاماً مفتوحاً في باحة بلدية الميناء، ورفضهم مغادرتها قبل استقالة علم الدين، أعلن أعضاء البلدية في بيان لهم وضعهم استقالتهم «في تصرف أهالي الميناء»، وطلبهم من علم الدين «الاستقالة من منصبه كرئيس لبلدية الميناء، ومن رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء، حتى تأخذ العدالة مجراها»، رافضين استلام محافظ الشمال رمزي نهرا إدارة شؤون بلدية الميناء لأنه «شخصية غير مقبولة ومرفوضة من أهالي الميناء وطرابلس والثورة على السواء».