نفذت الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري والجمعيات البيئية وعدد من أهالي بلدات الشوف وجزين المحيطة بوادي بسري، أمس، مسيرة ضخمة داخل الوادي في إطار التحركات الاحتجاجية التي تنظم منذ أسبوع إثر اقتحام المرج وتحريره من الحواجز التي استحدثها المتعهدون المكلفون بتنفيذ مشروع سد بسري. لكن أحد المهندسين التابعين للمتعهد الرئيسي لم يهَب الجموع الذين يرابضون داخل المرج في خيمة اعتصام مفتوح. وفق شهود عيان، حذرهم بأن «المتعهد سوف يستقدم جرافاته غداً (اليوم) مجدداً إلى الوادي ويزيل المخيم ويزيلهم في طريقه»، مبرراً الأمر بأنهم «يريدون أن يسترزقوا». ولم يكد ينهي تهديداته على مسمع من القوى الأمنية، حتى عاجلهم بوصفهم «زعران». عدد من الناشطين الذين تعرضوا للتهديد، يستعدّون لرفع دعوى ضد المهندس، بحسب منسق الحملة الوطنية رولان نصور. وكان الناشطون، أمس، قد أزالوا الحواجز الحديدية التي استحدثت عند مدخل المرج وفي محيط كنيسة مار موسى التي سوف تزال بحكم المشروع.
أزال الناشطون الحواجز الحديدية عند مدخل المرج وفي محيط كنيسة مار موسى

على صعيد متصل، اكتشف أصحاب الأراضي المستملكة في المرج مرة بعد أخرى فداحة الجرائم البيئية والتعديات التي قام بها المتعهدون منذ إقفال المرج. آخر الاكتشافات، وفق أحدهم، ماري دومينيك فرحات، توسعة الطريق من بلدتها الميدان باتجاه الوادي وجرف مساحات بعمق كبير وسحب رمول، «ما ينذر بانزلاقات تهدد سلامة البلدة في العواصف المقبلة». ولفتت إلى أن اقتلاع أشجار الصنوبر على جانبي الطريق أثناء توسعتها «لم يتم استناداً إلى علم وموافقة مالكي الأراضي التي لا تدخل ضمن المساحات التي استملكت». وكان الناشطون قد نظّموا يوم السبت حملة تشجير صنوبر في محاولة للتعويض عن مئات الأشجار التي اقتلعها المتعهدون خلال الأسابيع الماضية.