ربما أبرز ما تطرقت إليه وسائل الإعلام الخليجية في حديثها عن «المظاهرات الغاضبة» التي عمّت لبنان، هو «التخريب»، فتخصّصت غالبية مقالاتها في الحديث عن ذلك. مثلاً، عنونت قناة «العربية» في إحدى مقالاتها المنشورة على موقعها الالكتروني: «بيروت تستفيق على خراب... توقيف 70 شخصاً». طبعاً، احتوى المقال على إشارات كثيرة للحديث عن «التخريب» الذي قام به المحتجون، من دون أي إشارة مهمّة إلى سبب هذا الإحتجاج أساساً. هكذا، أشارت المقالة إلى أنَّه «استخدم بعض المتظاهرين، الذين كان من بينهم ملثمون، قضباناً حديدية لتهشيم واجهات المتاجر في بيروت. كما أغلقوا طرقاً وأضرموا النيران في إطارات السيارات». هنا تجدر الإشارة إلى استخدام كلمة «ملثمون»، مع أنّ المَشاهد التي كان يتابعها جميع من كانوا مسمّرين على شاشات التلفزة، تثبت أنه لم يكن هناك «ملثمون». ربما، ارتدى بعض الشباب «حطات» أو «كوفيات» لحماية أنفسهم من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوى الأمن عليهم، لكنهم كانوا قبل ذلك بلا «تلثيم». في الإطار عينه، لم تنس القناة السعودية أن تشير إلى ما اعتبرته «سبب» التظاهرات، والمشكلة بحسب وجهة نظرها هي «حزب الله»، فاستخدمت في مقالة أخرى كلمات رئيس حزب «القوات اللبنانية» في إشارة إلى أنَّ حزب الله هو المشكلة وأنه «متضرر من الوضع وأنّ بعضاً من مناصريه خرجوا عليه». بالتأكيد، لم تكن «العربية» القناة الخليجية الوحيدة التي تناولت الموضوع من هذه الجهة؛ فـ «الجزيرة» اتفقت معها على تشخيص الوضع اللبناني على الرغم من الصراع الهائل بين قطر والسعودية حالياً. لذا، تحدثت «الجزيرة» ـــ وإن بشكلٍ أقل ـــــ عن «مظاهر التخريب»، لكنها أيضاً تحدثت عن «الصدامات والإعتقالات» بين قوى الأمن والمتظاهرين. وبدا أن مقالة «الجزيرة» أكثر عمقاً من مثيلتها في «العربية»، فتحدثت في عمق المشكلة، بداية منذ الحدث المفجّر أي «قضية الواتساب» وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية اللبنانية عموماً. طبعاً، لم تنس القناة القطرية تقديم تقارير عن مشاركة الممثلين والفنانين اللبنانين في دعم هذه التظاهرات، وحتى المشاركة فيها؛ ربما في محاولة لتغطية الخبر من جميع جوانبه. وحاولت صحيفة «العربي الجديد» إبقاء نفسها حيادية في وصف ما يحدث، فكانت تقارب على قدر استطاعتها جميع الأطراف بحيث تبدو جميع مقالاتها حيادية، وهو أمرٌ بدا جيداً إلا في بعض الضربات تحت الحزام حين أشارت إلى أنَّ المتظاهرين أشاروا إلى هتاف «كلن يعني كلن» في محاولة للغمز من قناة «حزب الله» وبأنّه تعرّض للهجوم خلال التظاهرات؛ فيما لم يشهد الحراك الشارعي اللبناني أي «شتائم» لحزب الله، أو إحراق لمنازل نوابه أو حتى التعرّض لأي من رموزه أو شخصياته.
استهدفت «الجزيرة» حزب الله بشكل غير مباشر

صحيفة «الجزيرة» السعودية بدورها «نسخت» الأخبار ذاتها التي قدمتها قناة «العربية»، التي يبدو أنّها المورد الوحيد للأخبار العربية للصحف السعودية. أخذت الصحيفة الكلام المنشور في مقالات موقع «العربية»، فتحدثت عن موقف جعجع مما يحدث وإلقائه باللائمة على «حزب الله». من جهتها، حذت صحف «الجزيرة»، «الرياض»، و«عكاظ»، الحذو نفسه، وإن أضافت إلى الأخبار حول لبنان «إصدار سفارتي السعودية والإمارات طلباً لرعاياهما بعدم السفر إلى لبنان لخطورة الوضع». أما صحيفة «البيان» الإماراتية، فأشارت تغطيتها إلى الإجماع الخليجي نفسه: «التخريب» مع الإشارة بالتأكيد إلى مسؤولية المتظاهرين عما حصل. إذ أشارت في أحدث مقالاتها حول التظاهرات: «أقدم بعض المتظاهرين على رشق القوى الأمنية بعبوات المياه الفارغة، ما أدى إلى حالة من الفوضى والشغب وسط المدينة».

cnn وأخواتها
غربياً، تحدّثت قناة «سي. أن. أن» كيف أنَّ «لبنان ينتفض» وأنه استحال صوراً وأخباراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ مفسحةً في المجال لعرض العديد من هذه التغريدات أو «المشاركات». وأشارت في مقالاتٍ أخرى إلى الأسباب التي أدت إلى ما يحدث، فضلاً عن تغطية مقتضبة لمؤتمر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إنما من دون أن تفرد مساحة كبيرة للموضوع. بدا الأمر أقرب إلى الأخبار المقتضبة السريعة، منها إلى التغطية الشاملة. وكان مستغرباً ألا تتحدث صحيفة إنكليزية عريقة مثل الـ «غارديان» البريطانية عما يحدث في لبنان إلا بعنوان صغير إلى يمين الشاشة، فأشارت إلى مظاهرات برشلونة، والحدث السوري، لكنها لم تتحدث عن مظاهرات لبنان إلا بطريقة مقتضبة كما لو أنّ الحدث غير مهم البتة. لكن في داخل المقالة، لم تشذ الـ «غارديان» عن القاعدة التي ينهل منها الإعلام الخليجي أي «العنف والتخريب»، فتحدثت عن «انتشار العنف» وبالتأكيد التخريب بشكلٍ أو بآخر. غياب الاهتمام نفسه، شاهدناه لدى صحيفة مهمة أخرى هي الـ «تايمز» البريطانية. بدورها، غطت «بي. بي. سي» (بنسختها العربية) ما يحدث في لبنان، على طريقتها الخاصة، فوسعت دائرة اللوم. لم تكتفِ بكلام سمير جعجع، بل أضافت إليه تصريحات رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط في حديثه عن أسباب الأزمة وتفاقمها. كذلك، تركت القناة مجالاً للحديث عن السياسيين المؤيدين للحراك في الشارع، مرفقة اسم كل سياسي بتغريدته الخاصة على تويتر حول «تأييده» لما يحدث. ولم تنس الجانب الفنّي، فاهتمت كثيراً بالوسوم التي رافقت التظاهرة، خصوصاً صورة الفتاة التي ركلت أحد مرافقي الوزير أكرم شهيب (بعد الحادثة الشهيرة)؛ فأفردت لها جزءاً كبيراً من مقالة غطت الأحداث.


https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/2019/10/19/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82.html


https://www.alaraby.co.uk/politics/2019/10/19/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%B6-%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9


https://www.alaraby.co.uk/politics/2019/10/18/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D8%BA%D9%8A-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87

https://www.aljazeera.net/programs/aja-interactive/2019/10/18/%D8%BA%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84-%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA

http://www.al-jazirah.com/2019/20191019/du1.htm

https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2019/10/18/lebanon-demonstrations-al-hariri-government

https://www.theguardian.com/world/2019/oct/18/lebanon-brought-to-a-standstill-by-protests-over-economic-crisis

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50104668

https://www.bbc.com/arabic/trending-50095198