ما زالت عملية أفيفيم، والمواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تتفاعل في الساحة الإسرائيلية، على المستويين السياسي والإعلامي. وما زال جيش العدو يحافظ على جاهزيته العسكرية، انطلاقاً من قلقه من رد إضافي لحزب الله. يعود ذلك، بالدرجة الأولى، إلى يقين العدو بأن ما وعد به السيد نصر الله سينفذ، لكن تفاصيله مفتوحة على أكثر من سيناريو، وهو ما يوسّع لديهم دائرة الجاهزية. واللافت أن الجيش ما زال يحافظ على الجاهزية ذات الصلة بمواجهة التهديد الذي أطلقه نصر الله بخصوص استهداف الطائرات المسيَّرة.وكشفت القناة 13، في التلفزيون الإسرائيلي، أنه بالرغم من تراجع مستوى استعدادات جيش العدو على الحدود اللبنانية، في أعقاب عملية الصواريخ المضادة للدروع في الجليل، يحافظ «الجيش على جاهزية سلاح الجو وشعبة الاستخبارات، التي من المفترض أن لها دوراً ما في مواجهة التهديد الذي أطلقه نصر الله بإسقاط طائرات مسيّرة».
هذا وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد رحّب في مستهل جلسة الحكومة، بتصريحات وزيري خارجية الإمارات والبحرين اللذين نددا برد حزب الله على الاعتداء الإسرائيلي، وبعجز لبنان الذي يسمح له بالعمل. ورأى نتنياهو في هذا الموقف كما لو أنه «في أيام المسيح (المنتظر بحسب العقيدة اليهودية) ويشير إلى تغيير جذري في الشرق الأوسط». في سياق متصل أيضاً، ادعى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، أن حزب الله انتهك قرارات مجلس الأمن ووجه تهديداته إلى لبنان.
على خط موازٍ، ما زالت الساحة الإعلامية الإسرائيلية تتفاعل مع الأحداث على الجبهة الشمالية، سواء تلك الأحداث التي وقعت أو التي ستقع. وفي هذا الإطار، حذر عضو الكنيست السابق، عن اليمين المتطرف آرييه الداد، من «انتقام جديد لحزب الله، وأن يضرب بعيداً عن حدودنا». ولفت إلى أن «من يعتقد بأن نصر الله «مرتدع» يمكن أن يخيب أمله، وثمن الخطأ يمكن أن يكون باهظاً، لذلك يجب على الجيش الإسرائيلي أن يتصرف من حين إلى آخر كأن طاقماً من عناصر حزب الله يراقبه بالمناظير وينتظر لحظة عدم انتباهه». وفي انتقاد ضمني لأداء القيادة الإسرائيلية، رأى أنه «إذا كان المقصود من القصف فقط تنفيذ قصف كثيف من دون أن يؤدي إلى قتل أيٍّ من عناصر حزب الله وعدم المجازفة بالتسبب بأضرار في لبنان، وإنما الغرض منه داخلي (إسرائيلي)، فقد يكون من الأوفر على الخزينة الإسرائيلية والأكثر أماناً استخدام الألعاب النارية». واقترح لإخراج إسرائيل من هذا الوضع العمل على قتل الأمين العام لحزب الله.
نتنياهو يرحّب بتصريحات وزيرَي خارجية الإمارات والبحرين اللذين نددا برد حزب الله على الاعتداء الإسرائيلي


في سياق متصل، كان لافتاً إقرار القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي بوجود خيبة إسرائيلية نتيجة عدم نجاح جيش العدو في التسبب بضجة إعلامية في لبنان نتيجة ما أعلنه من أنه «كشف» منشأة تتصل بالصواريخ الدقيقة لحزب الله في البقاع اللبناني. وأوضح معلق الشؤون العربية في القناة، إيهود يعري: «كنا نتوقع أنه بعد نشرٍ كهذا، سيسارع الصحافيون، وهناك في لبنان عدد كبير من القنوات التلفزيونية والراديو والصحف ومواقع انترنت إخبارية، كنت تتوقع أن يتوجهوا إلى المكان». وفي تعبير عن السخط من عدم تجاوب المحللين في لبنان مع ما ينشره جيش العدو، أضاف يعري: «حزب الله صامت، وحزب الله أيضاً يبدو لي أنه حذّر آخرين من أجل عدم الانشغال بهذا الأمر كثيراً، وعدم الكتابة والتحليل». في المقابل، أعرب عن رضاه من أن «معارضي حزب الله استغلوا ما نشره الجيش الإسرائيلي للقول إنه يحدث في الدولة أمور لا يمكنها تحملها».