مصادر مطّلعة على ما دار في واشنطن قالت لـ«الأخبار» إن «ما سبق وفعلته الإدارة الأميركية بإدراج نائبين لبنانيين على قوائمها، كان بمثابة رسالة تحذيرية لأركان الدولة اللبنانية، وتحديداً الرئيسين ميشال عون ونبيه بري المعروف عنهما علاقتهما الوثيقة بالحزب»، وإن «القرار المتعلق بفرض عقوبات عليهما أو على المقربين منهما هو محط ترحيب من قبل عدد كبير من أعضاء الكونغرس، غير أن قراراً كهذا لن يصدر في الوقت الراهن». لكن الأكيد أن «لائحة الشخصيات الذين تضعهم الولايات المتحدة في دائرة الشبهة قبل اتخاذ قرار وضعهم على لائحة العقوبات تضمّ مجموعة من رجال الأعمال والمتمولين الشيعة الذين يعملون في غالبيتهم خارج لبنان، وبعضهم يعمل في الغرب والخليج»، بحسب المصادر.
فرض عقوبات على حلفاء المقاومة يلقى ترحيباً في الكونغرس
واعتبرت المصادر أن «كلام الحريري رسالة الى حزب الله بأنه ناقش هذا الأمر ولم يفلح في تغيير رأي الأميركيين المُصرّين على هذه السياسة، ولا ينبغي لأحد أن يحمّل اللبنانيين مسؤولية عدم قدرتهم الوقوف في وجه هذا الأمر».
داخلياً، انعكس لقاء المصالحة الذي انعقد في بعبدا أخيراً، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، بعدَ 40 يوماً من حادثة «البساتين»، إيجاباً على الجبل، الذي شهد انتقال الرئيس عون الى قصر بيت الدين (المقرّ الرئاسي الصيفي في الشوف). وبدا واضحاً من الظروف التي أحاطت بهذه «النقلة» أن ثمة قراراً من قبل «الاشتراكي» بالظهور مرة أخرى بمظهر «الطرف المسيطر على هذه المنطقة»، إذ تعمّد وزراؤه ونوابه الترحيب بالرئيس، ومواكبة انتقاله بمظاهر الحفاوة، حيث شارك هؤلاء في إعداد مراسم الاستقبال والطلب الى المناصرين رفع لافتات الترحيب. وسيزور قياديون من الاشتراكي بيت الدين اليوم، على أن يكونوا برفقة داليا ابنة النائب السابق جنبلاط الموجود، وابنه النائب تيمور جنبلاط، خارج البلاد. كما بدا لافتاً تبدل الخطاب الاشتراكي تجاه عون، إذ قال الوزير وائل أبو فاعور «إننا نتهيّأ كلقاء ديمقراطي للترحيب به في الجبل، بوفد باسم أهل الجبل يرحبون بفخامة الرئيس، بين أهله ومحبّيه في الجبل». وشدد أبو فاعور خلال رعايته حفل افتتاح «مهرجان الكرة الطائرة السنوي 2019»، على أن «هذه الزيارة ستكرس المصالحة والعيش الواحد، وستكرس وحدة عيش اللبنانيين ووحدة اللبنانيين في الجبل وفي كل لبنان».