بعد يومين من تحريض وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل على المقاومة، من منابر لبنانية، ومقابل معاملته كضيفٍ فوق العادة من عددٍ من السياسيين، اعتبر المكتب السياسي في الحزب الشيوعي أنّ زيارة هيل «تندرج ضمن تحرّك أميركي راهن يهدف - بالتعاون مع «إسرائيل» - إلى إعادة تجميع صفوف حلفاء أميركا في المنطقة»، مُنتقداً «البيان التحريضي للسفارة الأميركية في بيروت، والبيان الذي تلاه من أمام السرايا الحكومية، مع ما تضمّنه من تدخّل سافر - عبر التهديدات المباشرة والإملاءات - في الشؤون الداخلية اللبنانية». البيان الصادر عن المكتب السياسي في «الشيوعي»، تناول أيضاً «الاجتماع العاجل لأركان الدولة «واقتصادها» في القصر الجمهوري للتباحث بالوضع المالي»، ورأى أنّ المُجتمعين «يؤكدون مضيّهم في نهجهم الاستئثاري وممارساتهم المدمّرة، ويمهّدون الطريق أمام إلقاء تبعات الأزمة القابلة للانفجار على عاتق أوسع الفئات الشعبية». أما عن الوقفات الاحتجاجية في المناطق اللبنانية، يوم الأحد الماضي، فاعتبرها بيان المكتب السياسي «تعبيراً عن رفض كلّ تلك السياسات، وتحضيراً لتصعيد المواجهة في 20 الشهر الجاري، وتمهيداً لاستكمالها عبر برنامج تحركات تصعيدية لاحقة تهدف إلى تعديل موازين القوى السياسية وإسقاط النهج الرسمي المُتّبع وفرض عملية التغيير التي تستجيب لمصالح العمال والشباب والفقراء والفئات الدنيا والمتوسطة من الطبقة الوسطى».
انتقد الشيوعي التهديدات المباشرة وإملاءات ديفيد هيل

انطلاقاً من هذا «المشهد الثلاثي الأبعاد، لا بديل لكلّ القوى المتضررة والمعنية بالمواجهة والإنقاذ، سوى النزول إلى الشارع سوية يوم الأحد المقبل، رفضاً لسياسات النهب والاستئثار والإقصاء». وأضاف البيان أنّ «ما يجمع اليوم، ما بين الموقف الأميركي - الصهيوني، المُعبَّر عنه في بيان السفارة الأميركية على مسمع كلّ قوى السلطة من جهة، واستمرار إمعان هذه القوى من جهة ثانية في تنفيذ شروط مؤتمرات الدَّين وما أنتجته من أعباء ثقيلة وتشوّهات بنيوية وفساد مستعصٍ، يضعنا أمام مهمّة تاريخية واضحة: ضرورة المواجهة عبر الشارع لكسر هذه التركيبة السياسية الزبائنية». لذلك، وجّه رسالة إلى «كلّ المتضررين والمعترضين، من قوى سياسية واقتصادية واجتماعية ومدنية وأهلية ونقابية وشبابية ونسائية: إلى الشارع، من أجل الإنقاذ والمواجهة، وليكن العشرون من هذا الشهر محطة أساسية في تطوير الاحتجاجات وتعميمها».