ثامر السبهان: شو يا نادر، لماذا لست مطمئناً على دولة الرئيس (سعد الحريري)؟نادر الحريري: بالعكس. انا مطمئن كثيراً. دولة الرئيس في السعودية، وأكون غير مطمئن؟
السبهان: إذا كنت مطمئناً، فعليكم بذل جهد لمواجهة الإعلام الذي يقول إن الرئيس مخطوف في الرياض.
نادر: معاليك، انت تعرف وضع الإعلام في لبنان. ضبطه مستحيل. اعتقد ان عليكم القيام بخطوات تؤكد ان الرئيس حر، وهكذا تساعدوننا على توضيح الحقيقة إعلامياً.
السبهان: لكن هذه فرصتكم اليوم للهجوم. عليكم تحشيد حلفائكم، والنزول إلى الشارع، وقطع الطرقات، وإعلان العصيان لمواجهة حزب الله... استقالة دولة الرئيس يجب استكمالها شعبياً في لبنان.
نادر: انت محق. علينا استكمال الخطوة. لكن ما تتحدّث عنه هو أشبه بثورة. وهذه الثورة بحاجة إلى قائد. ولهذا السبب، يجب أن يكون الرئيس في بيروت لقيادة هذه التحركات
السبهان: لكن كما تعلم هناك خطر على حياة الرئيس إذا عاد إلى بيروت.
نادر: نحن نؤمن بأن «لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم»... وما تقوله هو عين العقل، لكن الجماهير بحاجة إلى قائد. وهذا القائد هو سعد الحريري.
السبهان: ماذا لو عاد الرئيس واغتالوه، من هو البديل الذي تقترحه؟
نادر: سعد الحريري.
السبهان: سؤالي هو عن البديل في حال استشهاد الرئيس سعد الحريري.
نادر: سعد الحريري.
السبهان: ألا يوجد بديل؟
نادر: بلى. سعد الحريري.
السبهان: من هو الرجل الثاني الذي يمكنه استكمال مسيرة الشيخ سعد؟
نادر: سعد الحريري.
السبهان: ألا تريد أن تسمّي لي بديلاً؟
نادر: بلى. سمّيت لك بديلاً: سعد الحريري.
السبهان: لكن الرئيس سعد استقال. من البديل؟
نادر: سعد الحريري...»
ما تقدّم هو جزء من محادثة هاتفية، أجراها يوم 7 تشرين الثاني، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، بمدير مكتب رئيس الحكومة المختطف سعد الحريري. في المحادثة، كرر السبهان أكثر من 10 مرات طلب تسمية بديل لسعد الحريري. المكالمة التي استمرت لأكثر من 37 دقيقة، انتهت بكلام عالي النبرة، إذ قال السبهان لنادر: «لقد أضعت من وقتي 37 دقيقة»، قبل ان يلمّح إلى أن نادر الحريري يتوافق مع الاجندة القطرية.
مكالمة السبهان مع نادر الحريري متصلة بكلام قاله الأخير في اجتماع كتلة المستقبل في اليوم نفسه. الاجتماع شهد نقاشاً حاداً بين الحريري والنائب أحمد فتفت الذي قال إن رفض رئيس الجمهورية استقالة رئيس مجلس الوزراء «يُعتبر تعدياً على صلاحيات رئيس الحكومة السنّي». اجابه نادر الحريري بالقول: «لا احد في لبنان يقول هذا الكلام سوى انت وأشرف ريفي». استشاط فتفت غضباً، ووجّه كلاماً نابياً لنادر الحريري، وغادر غرفة الاجتماع، قبل أن يعمد بعض زملائه إلى إعادته. وقال نادر للحاضرين: «إذا كان أحد منكم على تواصل مع الرئيس الحريري، ومطمئناً إلى وضعه في الرياض، فليخبرنا بذلك. أعتقد انني الوحيد الذي اتواصل معه، ولستُ مطمئناً». والكلمة الاخيرة نقلها إلى السبهان أحد جواسيسه في الكتلة، فافتتح بها الوزير السعودي مكالمته مع نادر مساء اليوم نفسه. والحديث عن جاسوس سبهاني في الكتلة لا يُقصَد به النائب عقاب صقر، الذي لم يكن قد عاد إلى بيروت يومذاك، بل بعد يومين، بناءً على طلب من «خلية الأزمة» في وادي أبو جميل التي أرادت أن يبقى صقر تحت ناظريها في «بيت الوسط».