انتهت أزمة المحروقات التي أدت إلى خفض كهرباء لبنان لمستويات إنتاج الطاقة. وفيما بفترض أن تبدأ الباخرتان الجزائريتان، اللتان تنتظران في البحر منذ 26 تشرين الأول، بتفريغ حمولتهما اليوم، فإن التغذية بالتيار ستعود إلى طبيعتها سريعاً، على ما أكد وزير الطاقة سيزار أبي خليل لـ«الأخبار».وكانت مؤسسة كهرباء لبنان خفّضت إنتاج الكهرباء بنحو 350 ميغاواط، لتصل إلى 1500 ميغاواط أمس، حيث تراجع مستوى التوزيع في عدد من المناطق، ليس من بينها بيروت. إلا أن هذا التراجع لم يكن تأثيره كبيراً، نظراً لأن الحاجة إلى الكهرباء في هذا الوقت من السنة تكون في أدنى مستوياتها.
ورغم أن كهرباء لبنان لم تحصل على السلفة التي أقرت في المرسوم المنشور في الجريدة الرسمية في 18 تشرين الأول، والتي تبلغ قيمتها 640 مليار ليرة، إلا أن الحل كان باتصال بين وزير الطاقة اللبناني ونظيره الجزائري، شرح فيه الأول أسباب التأخير في صرف الاعتمادات، مستعيداً تاريخ العلاقة مع الجزائر، التي يستورد منها لبنان ما يزيد عن نصف حاجته من الفيول منذ 13 عاماً، بقيمة إجمالية تقارب 15 مليار دولار. وقد تقرر بعد هذا الاتصال أن تفرّغ الباخرتان حمولتهما، على أن يتم توقيع كتاب الاعتماد الخاص بهما من قبل وزير المالية بعد أن يحصل على إجازة بالاقتراض الأسبوع المقبل، بما يسمح له بتغطية قيمة السلفة.
وعملياً، فإن هذا الحل يحمل في طياته مخاطرة محدودة، إذ أن دفع ثمن الحمولتين مرتبط بتنفيذ سلفة الخزينة التي أقر مرسومها ولم ينفذ لعدم وجود الاعتمادات، على ما تؤكد وزارة المالية. وبالتالي، فإن الدفع مرهون بإقرار تعديل المادة 13 من الموازنة، والتي ترفع قيمة سلفة الخزينة التي سبق أن حصلت عليها كهرباء لبنان من 2100 مليار إلى 2740 ملياراً.
لكن مع ذلك، فإن وزارة الطاقة تبدو مرتاحة، أولاً لأنها تعتبر أن المرسوم المقرّ أمن لها الإجازة القانونية التي تسمح لها بالصرف، وثانياً لأن لا خلاف بين الكتل الكبرى بشأن تمرير التعديل المطروح.