بعد هدوء حذر شهده مخيّم المية ومية منذ مساء أمس، تجدّدت الاشتباكات، اليوم، بين مسلحي حركَتي «فتح» و«أنصار الله» الفلسطينيّتين، وأسفر عنها مقتل عنصرين في «فتح»، هما أحمد منصور ومحمد عيسى، وإصابة عنصر آخر في حركة «حماس». نتيجة لهذه التطورات، وفي إطار المساعي من أجل عودة الهدوء في صيدا، عُقد ظهر اليوم اجتماع عاجل في ثكنة محمد زغيب العسكرية، أعلن خلاله قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، اللواء صبحي أبو عرب، الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم، وكذلك الاتفاق على «سحب المسلحين من الشوارع من أجل طمأنة الأهالي وعودتهم إلى المخيم». وفي نهاية الاجتماع الذي حضره مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة، ونائب الأمين العام لحركة «أنصار الله» ماهر عويد، بمشاركة المسؤول السياسي لـ«حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي، أشار أبو عرب إلى أنه أعطى تعليماته «لقوات الأمن الوطني الفلسطيني كافة بوقف تامّ لإطلاق النار من أجل تطبيق الاتفاقية التي تم التوصل إليها ليل أمس».
وأكد «الحرص على أمن المخيمات وضرورة تعاون الجميع لحماية شعبنا»، قبل أن يتمّ الاتفاق أخيراً على أن تكون «حماس» قوة الفصل بين المتحاربين، على أن يتم تشكيل قوة أمنية لاحقاً. كذلك، اتُفق على تسليم مفتعلي الإشكال الذي تطور إلى اشتباكٍ مسلح وسقط ضحيته أكثر من 22 جريحاً.
بالعودة إلى تفاصيل الاشتباكات، سُمعت منذ ساعات الصباح أصوات القذائف والرصاص في أرجاء مدينة صيدا، رغم محاولات التهدئة والمفاوضات بين ممثّلي الفصائل الفلسطينية في المخيم، تلك التي أفضت مساء أمس إلى وقف أوّلي لإطلاق النار. وإلى جانب الضحيّتين اللتين نُقل جثماناهما إلى مستشفى الهمشري في صيدا، نجم أيضاً عن تجدّد الاشتباكات إصابة مندوب «حماس» لدى اللجنة الشعبية في المخيّم، الشيخ إبراهيم سلامة، بانفجار قنبلة يدوية وذلك «أثناء مساعيه لوقف إطلاق النار».
ووفق ما ذكرت «الوكالة الوطنية»، شلّت الاشتباكات الحركة في صيدا، لا سيّما الطرق الرئيسية المواجهة للمخيّم في حين أقفلت المدارس المجاورة أبوابها.
ويأتي هذا التطور في سياق تراكم الخلافات بين «فتح» و«أنصار الله» في المية ومية، تمثّل آخرها أمس بخمس ساعات متواصلة من تبادل الرصاص والقذائف، سُجل إثرها وقوع عدد من الجرحى، غالبيتهم من «قوات الأمن الوطني» الفلسطيني، واحتراق عدد من المنازل وتضررها، كذلك سُجّلت حالات نزوح لعدد من العائلات.