في الثامن عشر من آب 2006، طلب السفير الأميركي جيفري فيلتمان موعداً عاجلاً للقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة، ليبلغه أن حزب الله يقوم بتهريب أسلحة عبر الحدود بين لبنان وسوريا وأن ذلك يشكّل خرقاً للقرار 1701. وقال إن إسرائيل ترصد، لكنها لم تقصف القوافل بطلب أميركي. لذلك، هناك إصرار إسرائيلي على عدم السماح بفتح مطار بيروت وكل المرافئ.بكلامه، دشّن فيلتمان فصلاً جديداً من فصول العدوان الإسرائيلي بتغطية أميركية. جرت اتصالات دولية وعربية، وخصوصاً مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان (رحل منذ أيام قليلة) الذي زار بيروت في الثامن والعشرين من آب 2006. عند هذا الحد، قرر الرئيس نبيه بري دعوة النواب إلى الاعتصام المفتوح ليلاً ونهاراً في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة، اعتباراً من صباح السبت في الثاني من أيلول 2006. ترافق الاعتصام مع حركة اتصالات دولية وعربية، وأثمر في السابع من أيلول عن فك الحصار، وكانت أولى إشاراته تحليق طائرة لشركة «ميدل إيست» في سماء العاصمة، معلنة فك الحصار وإستئناف العمل رسمياً في مطار بيروت. جلسة الحادي والعشرين من آب 2006 الوزارية، كانت من بين سلسلة جلسات واكبت الحصار وبدء ورشة الإعمار وإحصاء الأضرار. «الأخبار» تنشر أبرز مناقشات تلك الجلسة، وهو الجزء الأخير من سلسلة أبرز مناقشات الجلسات الوزارية بين تموز وآب 2006.
جوزف سركيس: تكلمنا عن موضوع المسح للبيوت، وهو موضوع كبير جداً، هناك ناس وقرى وبلديات تتصل بكل الوزراء، ويسألون ماذا سيفعلون، وماذا عن الآلية، وكيف يثبت المتضرر حقه مستقبلاً إذا هناك تعويض ليستطيع أن يأخذه. فهمنا من دولة الرئيس أنه تم تكليف مكتب خطيب وعلمي، ونقابة المهندسين وضعت 1000 مهندس، ويمكن أن يكون هذا نظرياً بعض الشيء، وإن شاء الله يكون عملياً، هناك بلديات كثيرة تتصل بنا بأن هناك من يأتي إليهم من جهات غير حكومية، ويقولون لهم إنهم سيقومون بالمسح وبإعطائهم إفادة، نحن نقول لتستطيع إثبات حقك يجب من خلال آلية حكومية، وبالتالي لماذا لا يتم تقسيم المناطق؟ هناك مكاتب دروس كثيرة في لبنان، لماذا لا يكون هناك أربع أو خمس شركات، خطيب وعلمي، كل قضاء، كل منطقة بالجنوب، الهدف هو الإسراع لأن هناك أشخاصاً يريدون إعادة ترميم منازلهم، لكنهم يريدون حفظ حقوقهم إذا كان هناك تعويض مستقبلاً.
فؤاد السنيورة: سيصدر تعميم نقول فيه للناس ما هي المستندات التي يجب إحضارها، وبالتالي هذه تسهل أمور الناس.
محمد فنيش: هذه تساعد جداً، إذا قلنا للمواطن المتضرر ما هو المطلوب منه ليثبت أنه تضرر.
السنيورة: خطيب وعلمي لا يعمل وحده، بل يستعين بكل المصادر والمعلومات، ونقابة المهندسين وضعت بتصرفه عدة مئات من المهندسين بكل القرى.
فنيش: بالشق المتعلق بالخروقات الإسرائيلية، من الواضح أن الإسرائيليين لم يتخلوا حتى الآن عن نياتهم العدوانية تجاه البلد، ولا أعرف إذا كانوا يضمرون شيئاً أكبر من ذلك، والدليل على ذلك الإنزال الذي قاموا به والتصريحات التي تصدر عن قادة ومسؤولين إسرائيليين. يبدو أن الإسرائيلي لا يستسيغ الوضع الذي رست عليه المسألة العسكرية والميدانية، ولا حتى السياسية، لديه شعور بضرورة التعويض. في المقابل، نحن نتعاطى كمقاومة بكل هدوء أعصاب وضبط نفس مدركين نيات الإسرائيلي، لكن هذا ينبغي أن يرافقه رفع صوت، اليوم لا يمكن أن تمر عملية الإنزال التي حصلت. طبعاً فخامتك ودولة الرئيس ودولة رئيس المجلس أصدرتم مواقف، لكن مجلس الوزراء يجب أن يصدر موقفاً وأن يكون شديداً، لا يجب أن تمر مسألة الحصار للمرافئ البحرية وللمطار، أنا مع معالي وزير الدفاع (الياس المر). سيتحوّل ذلك مع الوقت إلى أمر واقع. برأيي، عندما يصبح المطار جاهزاً، لماذا لا تتخذ الميدل ايست قراراً وتأتي إلى المطار، لماذا تمر عبر هذه الإجراءات التي يفرضها علينا الإسرائيلي. هناك قرار يجب أن نتخذه، ماذا سيفعل الإسرائيلي؟ هل سيسقط الطائرة التي ستدخل المطار، لا أعتقد أنه سيقوم بهذا العمل، كما فرض النازحون على الإسرائيلي واقعاً لم يكن يرغب فيه واضطر إلى التعامل معه، برأيي يجب أن نصدر هذا القرار، ما معناه بموضوع الحصار البحري، إذا كانت هناك دول عربية تريد أن تساعد بهذا الموضوع وتملك بواخر، فلنتعامل مع هذه البواخر ولتتخذ قراراً. نريد أن نبحث عن الوسيلة حتى لا يصبح هذا الحصار أمراً واقعاً ونصل إلى الوضع الإسرائيلي الذي يرغب فيه، بأن يسمح لهذه الشركة وهذه الشركة لا يسمح لها، كأنه أصبح وصياً على البلد، وهو الذي يسمح أو لا يسمح، هذا أمر لا يمكن أن نتحمله أو نقبله، ليس كدولة ولا كبلد، هناك شيء يجب القيام به، متى وبأي توقيت وبأي إجراء يجب التحضير له، المطار عندما يصبح جاهزاً لاستقبال طائرات فليكن.
السنيورة: المطار جاهز. علينا أن نناقش الضوابط.
فنيش: هذه الضوابط مطاطة، إذا هذه الضوابط التي وضعها الإسرائيلي أن يعطي عليها OK لا ننتهي منها، هناك حد أدنى من الضوابط نقوم به ونتخذ قراراً، لا يمكننا أن نبقى خاضعين، أنا مع توقيت معين، إذا هذه الاتصالات لم تجد مع المجتمع الدولي نضعه بأمر واقع بأن تأتي طائرة إلى المطار.
فنيش: أرسل السوريون لنا 25 شخصاً يعملون في صور على خطوط النقل لإصلاحها


أحمد فتفت: من أين تقلع؟
فنيش: من أي بلد.
فتفت: لا أحد يعطيها إذناً بهذه الحالة.
محمد جواد خليفة: يمكن عقد اتفاق مع الدول العربية ومع دول صديقة، هناك قرار يجب أن يتخذ في ما يتعلق بخرق الحصار، أقصى شيء صدر عن كوفي أنان وصدر بموضوع الإنزال، لم أسمع أحداً من الدول الأخرى اعتبر هذا الأمر انتهاكاً، حتى مندوب الأمم المتحدة الذي أتى، فقد حاول أن يختار كل التعابير ليهرب ويتملص من موضوع الإدانة، مع أنه انتهاك فاضح. هناك شيء يجب أن نبادر إليه ونلزم الإسرائيلي به، وألا نكون نضع البلد تحت الضغط الإسرائيلي للوصول إلى إملاءات لا أعرف إذا بإمكاننا الاستجابة لها. أمر آخر هو موضوع الدوائر الرسمية بالمناطق التي تضررت، حصل معي اتصال، حتى لو كان هناك دمار، مثلاً بنت جبيل مركز القضاء، دائرة النفوس، لم يرض الموظف البقاء هناك مع أنه مسؤول عن الوثائق وملفات الناس، يتصلون به، المكتب موجود نؤمن لك ما تريد ونصلح ما تريد ونجهز ما تريد، ومع ذلك لم يرض العودة ووثائق الناس معه.
فتفت: يقول الموظف إنه لا يمكن إنسانياً أن يستعمل المكتب وطلب نقله إلى تبنين.
فنيش: أهم شيء الوثائق، هناك شيء يجب أن يتابع، لأن هناك بعض الإدارات مسائلها حساسة جداً، مثلاً دوائر النفوس لا تتحمل أي خلل، يجب أن يكون هناك أحد يتابع هذا الموضوع.
السنيورة: على كل وزير يريد أن يجول على كل المناطق ويؤكد على دوام كامل وخدمة كاملة للناس.
فتفت: لدينا مشكلة واحدة، المبنى في بنت جبيل غير مؤهل، والموظف طلب إذا بالإمكان نقله مع الوثائق إلى تبنين.
فنيش: أنا جاهز لأؤمن له كل ما يريد، شقة ومكتب وكل ما يريد، لا توجد مشكلة، ولكن أن يكون هو لديه الاستعداد، لأن دوائر النفوس هي للناس، حرام ألا تحفظ الوثائق، وسبق أن كانت لدينا مشاكل بهذا الموضوع لها أول وليس لها آخر بفترات الحروب الماضية. هناك موضوع الأشغال، طبعاً وزارة الأشغال بذلت جهداً ملحوظاً وتغير الوضع على الطرقات، من باب الإنصاف، لأنني مررت يوماً وفي يوم آخر كانت قد اختلفت.
السنيورة: وإن شكرتم لأزيدنكم.
الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي: وأما بنعمة ربك فحدث.
فنيش: بعد موضوع الليطاني، نتمنى أن يتم تسهيل المعبر بأسرع وقت، وهذا يخفف كثيراً على الناس.
محمد الصفدي: كان لدينا تزفيت اليوم، وسيوضع جسر حديد على الجسر في القاسمية.
فنيش: بموضوع إحصاء الدمار علينا أن نضع آلية، استكمالاً للشيء الذي قلناه إنه قبل القيام بإحصاء الأضرار الجزئية، المدمر كلياً لن يقوم بأي شيء، ولكن من يحتاج إلى زجاج أو باب أو ألومنيوم، يقوم المواطن بالإصلاح ولكن نحفظ حقه. هناك الكثير من المنازل بالقرى التي رأيتها، متضررة جزئياً ولا يستطيع أصحابها القيام بأي شيء، ينتظرون المسح ليحدد لهم الأضرار، إذا قمنا بهذه المسألة نقوم بورشة تساعد الكثير من الناس على البقاء في منازلهم، ما أريد أن أقوله، أهم شيء الشفافية التي تؤكد عليها دائماً يا دولة الرئيس، الشفافية بالإحصاءات، هذه ليست فرصة ليستفيد أحد من هذه الحرب، نريد أن ننصف الناس ولا نريد أن نعطي فرصة لتجار الحروب ليغتنوا على حساب دماء الناس، أريد أن أؤكد على ضرورة وضع الضوابط لنعطي كل ذي حق حقه، ولا نسمح لأحد بأن يتلاعب بهذا الموضوع. بالنسبة للهيئة العليا للإغاثة، نسمع الكثير من الكلام، ويمكن أن يكون كلام فيه تجنّ، فليقدم لنا إحصاء بكل المساعدات التي وصلت وما هي نوعيتها، وكيف وزعت لنقطع ألسنة كل الذين يريدون الكلام هنا وهناك.
السنيورة: الآن يضبط الأمر، وكل شيء وصل تم إحصاؤه، والمسألة ذاتها بالنسبة الى الإنفاق وأين صرفت المساعدات، وسيصدر تقرير كامل.
فنيش: هناك ورشة تشريعات يجب القيام بها، موضوع عقود ومهل وغيرها.
سهيل بوجي: بدأت، بدأت.
فنيش: عظيم.
أزعور: عقد اجتماع اليوم في لجنة الإدارة والعدل حول هذا الموضوع، وهناك عدة مواضيع، هناك عدة وزارات معنية مباشرة، مثلاً وزارة المالية معنية مباشرة، جردنا كل الأمور والمشاكل التي تحتاج إلى إجراءات قانونية لأنه ليست جميعها تحتاج إلى قوانين.
فنيش: يمكن أن تكون قرارات في مجلس الوزراء.
أزعور: قرارات مجلس الوزراء أو مراسيم، وهناك أمور تحتاج إلى قوانين، مثلاً إذا أردنا إعطاء إعفاء كامل للغرامات علينا العودة إلى مجلس النواب، ولجنة الإدارة والعدل على استعداد لأن تواكب.
فنيش: للإنصاف، العاملون بمؤسسة الكهرباء أو بمؤسسات المياه حتى في فترة العدوان كانوا يعملون ولم ينقطعوا عن عملهم، وحتى اليوم بعض الفرق أطلقت عليها النار من قبل الإسرائيليين بمنطقة الحمامص، حجم الدمار كبير، العمل الذي يحصل من قبل المؤسسة أعتقد حتى نهاية هذا الأسبوع، طبعاً منطقة الهرمل، البقاع والشمال والزهراني ومنطقة النبطية
نائلة معوض: وصور.
فنيش: صور من الأساس لم تنقطع فيها الكهرباء. تحت الضرب، صور كانت كمدينة فيها الكهرباء لمدة 24 ساعة، لم تنقطع الكهرباء لا عن صور ولا عن صيدا، يمكن فقط قبل الهدنة حصل ضرب لبعض المحطات سارعنا إلى إصلاحها، وكانت الكهرباء مؤمنة، حتى أثناء العدوان على مدى 24 ساعة كان المعمل يعمل، الورش التي تعمل بالكهرباء يمكن أن أقول إنه حتى نهاية هذا الأسبوع، طبعاً مع اختلاف بالتوقيت في منطقة النبطية، صيدا والزهراني تعود إلى وضعها الطبيعي، منطقة صور ما معناه جنوبي النهر، لأن أضرارها كبيرة. تباعاً سيحصل تحسن، لدينا نقص بخطوط النقل طلبنا من الإخوان السوريين عمالاً بموضوع التوتر العالي وأرسلوا لنا 25 شخصاً بين تقني ومهندسين وعمال مع المعدات والتجهيزات، ويعملون منذ 3 أيام في منطقة صور على خطوط النقل لإصلاحها، بالإضافة الى الفرق القليلة الموجودة لدينا، وأعتقد خلال هذين اليومين سيكون لدينا جدول تنفيذي مبرمج بالأعمال اليومية، لكن قد يتطلب الأمر قراراً بناء على الصلاحيات المعطاة لدولتك لأجل أن نسمح للمدير العام للمؤسسة، حتى يتخذ بعض القرارات من دون الروتين الإداري لمجلس الإدارة والتلزيم والتراضي، ولكن أعتقد قد يكون لدينا نقص بالمحولات، لأن عدد المحولات المتضررة كبير وقد يكون هناك نقص بكمية النحاس لأننا نحاول أن نستنفد كل الكميات الموجودة بالبلد لأن هناك مناطق بالكامل، الشبكات تحتاج إلى إعادة نظر. خلال هذين اليومين، يكون قد صدر الجدول التنفيذي وأصبح لديّ تقدير أولي بالخسائر التي طلبها دولة الرئيس، تباعاً هناك 23 فرقة تعمل في منطقة صور، واليوم أيضاً طلبت أن يحضروا كل المتعهدين الذين لديهم معدات ومواد ويريدون العمل وأن يتفقوا معهم ويتوجهوا إلى القرى ويتم تلزيم كل متعهد، أن يأخذ قرية ويعمل بها، الورشة قائمة على قدم وساق، بموضوع المياه الأضرار ليست كبيرة، بدأنا تباعاً بضخ المياه، لكن المياه تتطلب كهرباء، لدينا خزانات متضررة، مشروع الطيبة فقط فيه ضرر لأنه جرت فيه وحوله معارك.