مع استمرار الخلاف بين رئيس مجلس إدارة أوجيرو عماد كريدية الذي يشغل أيضاً منصب المدير العام للهيئة وعضو مجلس الإدارة هادي أبو فرحات الذي يشغل أيضاً منصب مدير الشبكات، والذي عُبّر عنه بوضوح باتهام الاول للثاني بهدر المال العام، وكذلك بفصل نحو 300 من موظفي مديرية الشبكات إلى مديريات أخرى، ها هو الانقسام يمتد ليصبح عموديا مع مقاطعة التيار الوطني الحر للانتخابات النقابية التكميلية في أوجيرو.فقد ذكرت مصادر نقابية أن الأجواء في أوجيرو عشية الانتخابات المقررة في ٢ آب متشنّجة جداً، مع ظهور مقاطعة لافتة من «البيئة العونية» للانتخابات، والتي انسحبت أيضاً لتشمل موظفين آخرين. وتلفت المصادر الى أن هذه المقاطعة وإن كانت سياسية وترتبط بالخلاف القائم بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في أوجيرو، إلا أنها تتقاطع أيضاً مع الأجواء السلبية والإحباط الذي تولّد لدى الموظفين على خلفية «الخديعة»، على حدّ تعبير أحد أعضاء النقابة، قاصداً ما تعرّضوا له مؤخراً على يد الإدارة، بعد أن أغدقت عليهم الوعود بأن أوضاعهم سوف تتحسن مالياً بعد تطبيق سلسلة الرتب والرواتب في أوجيرو، وهو الأمر الذي لم يحصل، خاصة أن التعديلات على الرواتب (إضافة الدرجات الأربع إلى صلب الراتب) استفاد منها محظيون ومنتفعون، وبينهم المدير العام، الذي وصل مجموع ما يتقاضاه، خلافاً للقانون، إلى حوالى ٥٠ مليون ليرة لبنانية شهرياً.
ثمة سؤال كبير عن التوازنات الجديدة في النقابة بعد خروج التيار الوطني الحر من المعادلة


وسط هذه الأجواء، من المقرر أن يتوجه ٩٦٥ ناخباً صباح غد إلى صناديق الاقتراع المنتشرة في مراكز الهيئة، لاختيار ٦ أعضاء جدد لعضوية المجلس التنفيذي الذي يضم ١٢ عضواً يختارون لاحقاً نقيباً.
وتشير المعلومات إلى أن قسماً كبيراً من الموظفين امتنع عن تسديد اشتراكاته المالية احتجاجاً، وبالتالي حرموا أنفسهم طواعية من المشاركة في الانتخابات النقابية، على خلفية الأوضاع السائدة داخل الهيئة.
ينتمي المتنافسون، الذين يبلغ عددهم ٢١، إلى تيار المستقبل وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، إضافة إلى ناشطين مستقلين تعرّف الموظفون إلى وجوههم في وقفات الاحتجاج السابقة.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن تحالفاً قد تبلور تحت الطاولة بين الأحزاب لتأمين وصول مرشحيها والفوز بعضوية المجلس، في ظل غياب التيار الوطني الحر. وهذا يطرح سؤالاً كبيراً عن التوازنات الجديدة بعد خروج التيار الوطني الحر من المعادلة. هل يصبح نقيب أوجيرو من حصة كريدية بعد اتفاقه مع القوات اللبنانية (تردّد أنه استقبل مؤخراً وفداً قيادياً من القوات برئاسة الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس)، فيقبض الأخير على قرار النقابة؟