الغريب في تعامل دروز لبنان مع جريمة السويداء، ليس في مشاعر الاستنكار لجريمة بهذا الحجم، ولا حتى بمحاولة استغلالها سياسياً. لكن الغريب، أن القيادات الدرزية في لبنان، من وليد جنبلاط إلى طلال أرسلان إلى وئام وهاب، يتصرفون وكأنهم مكلَّفون أمور أبناء نفس ديانتهم الذين يعيشون في بلد آخر، له قوانينه وظروفه الخاصة.ما صدر خلال الأيام القليلة الماضية، فيه محاولة غير موفقة لتكبير حجم أدوار هذه القوى اللبنانية. وبدل أن يهتم جنبلاط وأرسلان ووهاب والآخرون بمشاكل دروز لبنان، حيث ترتفع نسبة الفقراء بينهم بصورة كبيرة، وحيث البطالة والتسرب المدرسي وانتشار المخدرات، بسبب سياسات من يدعي تمثيلهم في الدولة ومؤسساتها، أو حتى من ينال باسمهم حصة من كعكة القطاع الخاص.
هل من صوت يقول لهذه القيادات أن تتواضع قليلاً وتهتم بشؤونها الحالية المعقدة، حيث الخلاف على التمثيل الوزاري وعلى حصص التوظيفات داخل الدولة، وعلى الانحياز إلى هذه العاصمة العربية أو الأجنبية.
هل من صوت يقول لهؤلاء: اتركوا أهل سوريا وشأنهم، ولكم أن تفكروا في كل ما أبدعتم به سياسياً وإعلامياً وربما أبعد، خلال الأزمة السورية، وكانت نتائجه وبالاً على السوريين، وبينهم الدروز؟
يا ممثلي الدروز هنا، دعوا سوريا وشأنها، ودعوا الدروز هناك وشأنهم. اهتموا بأموركم فقط، فهذا أفضل لكم ولأهل بلدكم!
(إ. أ)