الاختبار الأول للتعاون بين المعلوف و«القوات»، كان بعد إعلان النائب موقفه من انتخاب برّي رئيساً للمجلس. تواصلت معه الأمينة العامة لـ«القوات» شانتال سركيس، طالبةً «بكلّ تهذيب، التنسيق مع قيادة الحزب قبل إعلان أي موقف». يقول المعلوف لـ«الأخبار» إنّه أبلغ سركيس «أنّني أتحرّك وفق ما أراه مُناسباً، فإما أن يكون هناك ثقة بيننا أو لا تكون». أما في الملفات الكُبرى، «فكلّ الأمور تُبحث على طاولة التكتل». ترافقت هذه «البلبلة» مع معلومات عن اتجاه المعلوف إلى الانسحاب من «تكتل الجمهورية القوية». ينفي ذلك، «فأنا باقٍ في التكتل، وسأصوت لأنيس نصّار لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، على الرغم من صداقتي بإيلي الفرزلي».
يرى المعلوف أنّه لا يُمكن المُطالبة حالياً بأكثر من بحث الاستراتيجية الدفاعية لحزب الله
يُفضّل المعلوف أن لا يخرج من تكتل «القوات»، لأنّ «الأكثرية في منطقتي مُرتاحة لهذا التحالف». أما إذا «لم تتقبلني القوات كما أنا، فسأعلن استقلاليتي وأغادر، من دون أن أذهب إلى تكتل آخر. طاولتي تكون بيتي في زحلة». يبدو هذا الكلام ردّاً على حديث الوزير جبران باسيل في زحلة، قبل أيّام من الانتخابات النيابية، حين قال، بما معناه، أنّه يأسف لعدم التحالف مع المعلوف، ويتمنّى الالتقاء معه بعد الانتخابات. كان هذا أحد الأسباب التي شكّلت «نقزة وحرمتني أصواتاً قواتية». الأمر الثاني الذي سبّب حجب أصواتٍ قواتية عن المعلوف، «انتشار أخبار عن توجّه حزب الله وأمل إلى التضحية بمقعد أنور جمعة، مقابل توزيع الأصوات بين ميريام سكاف ونقولا فتوش، للحفاظ على خصوصية زحلة الكاثوليكية». أربك ذلك القوات اللبنانية، «التي خافت على جورج عقيص، وأنا أتفهم ذلك، فاضطرت أن تأخذ من دربي قرابة 3000 صوت». النتيجة أنّ «القوات لم تمنحني أصواتاً تفضيلية»، أي إنّه فاز بقوته الذاتية. ولكنّه يشرح، قائلاً: «أنا ساعدت القوات لتأمين الحاصل الثاني، وجعجع أعطاني ثقته في أن أكون على لائحة تضمن لي حاصلاً». يستدرك ضاحكاً: «ربّما يجب أن أشكر باسيل على عدم التحالف».
يُصرّ المعلوف خلال حديثه على استقلاليته، وتشعّب علاقاته السياسية وصداقاته من أجل أن يُحقّق مشاريع إنمائية في زحلة. ولكنّه، في الوقت نفسه، يقبل أن يجلس على الطاولة نفسها مع الفريق الذي لا يُخفي انتماءه إلى محور السعودية ــــــ الإمارات. يسأل معلوف: «ماذا يمنع عقد صداقات إقليمية لمصلحة لبنان؟». لكنّ الوثائق المُسرّبة من السفارة الإماراتية لدى لبنان، تؤكّد الدور السلبي الذي أداه سمير جعجع خلال أزمة الحريري، بعد 4 تشرين الثاني الماضي. يردّ المعلوف بأنّ «العدو هما فقط: الإرهاب التكفيري والعدو الإسرائيلي»، خلاف ذلك «أنا مع العلاقات مع الدول الإقليمية التي للبنان مصلحة فيها». سوريا أيضاً؟ «التواصل مع سوريا ضروري، ولا سيّما بوجود ملفّ النازحين. كذلك هناك معاهدات مع سوريا وتبادل سفراء، ونحن مُقبلون على مرحلة إعادة إعمار دمشق. هل يُمكن أن يُعادي لبنان سوريا؟»، يسأل المعلوف... عضو كتلة القوات اللبنانية.