أقفلت صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية اللبنانية، تمهيداً لخروج نتائج التصويت على اختيار 128 نائباً. يومٌ انتخابي طويل شهدته المناطق اللبنانية، غلب على مجمله بطء الاقتراع، خصوصاً في فترة ما قبل الظهر، لأسباب عدة تبدأ من عدم اطّلاع الناخبين على آلية التصويت الجديدة، ولا تنتهي عند كيفية تنظيم الاقتراع من قبل وزارة الداخلية، والذي سمح بدخول ناخب واحد فقط إلى مركز الاقتراع، ما أدى إلى ازدحام في أوقات عدّة. وكما في كل انتخابات تُجرى في لبنان، فقد تخلّل هذا اليوم تضاربٌ بين الناخبين في مناطق عدّة، وشكاوى عبّر عنها آخرون، إضافة إلى مشاكل آخرى عبارة عن اعتراض على رئيس قلم هنا، وسلوك ناخبين هناك، وامتعاضٍ بسبب إجراءات قوى الأمن في أماكن أخرى. مراكز الاقتراع كانت قد فتحت أبوابها في كل لبنان عند الساعة السابعة صباحاً، أمام ثلاثة ملايين وسبعمئة وستة وأربعين ألفاً وأربعمئة وثلاثة وثمانين ناخباً (3,746,483)، يتوزّعون على 6,793 قلم اقتراع في 15 دائرة كبرى. وقبل إقفال صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة مساءً، أصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق بياناً، عبر المكتب الإعلامي لوزارته، أعلن فيه أنه «بسبب الزحمة الكبيرة أمام مراكز الاقتراع، ووجود ناخبين لم يدلوا بأصواتهم بعد، يتواجدون في محيط المراكز، يُطلب إلى جميع رؤساء المراكز في جميع المناطق إدخال هؤلاء إلى الباحة فوراً قبل الساعة السابعة مساءً». كذلك، أضاف المشنوق أنه «في حال عدم وجود باحات، فيعتبر محيط مركز الاقتراع بمثابة باحة الاقتراع المنصوص عنها في المادة 97 من القانون 44 / 2017، على أن تبقى عملية الانتخاب قائمة لحين تمكين الناخبين كافة من ممارسة حقّهم في الاقتراع (2/2)».

نِسب الإقبال متفاوتة
فور فتح الصناديق، بدأت المراكز تشهد إقبالاً من المواطنين، الذين فضّلوا الاقتراع في الصباح الباكر تلافياً للازدحام الذي قد تشهده المراكز مع تقدم ساعات النهار، وذلك بحضور مندوبين عن اللوائح المتنافسة ومراقبين للعملية الانتخابية.
في أحد مراكز الاقتراع في مدينة طرابلس (أ ف ب )

وفي ما يأتي لمحة عن الأجواء الانتخابية في بعض مراكز الاقتراع:
أفادت «لائحة كلنا وطني» في دائرة بيروت الأولى، عن إخراج المندوبين التابعين للائحة من مراكز الاقتراع، بحجة أن التصاريح يجب أن تكون باسم المرشح وليس باسم اللائحة. وطالبت المعنيين السياسيين والسلطات بالتدخل سريعاً.
تشهد أقلام الاقتراع في تبنين وفرون والغندورية والسلطانية وغيرها، إقبالا كثيفاً، حيث راوحت نسبة الاقتراع حتى الساعة العاشرة قبل الظهر بين 11 إلى 13 في المئة.
وكما في مدينة صيدا، انطلقت العملية الانتخابية في قضاء الكورة وسط أجواء هادئة.
تحدثت «الوكالة الوطنية» عن «حركة خجولة جداً» داخل مراكز الاقتراع في بلدة الحدث، وفي الطرق المؤدية إليها.
العملية الانتخابية في منطقة البترون تستمر بوتيرة متفاوتة بين بلدة وأخرى، حيث راوحت نسبة الاقتراع بين 15 و20%. وقد رُصد تأخير في فتح صندوق الاقتراع الرقم 379 الغرفة الرقم 1، في المتوسطة الرسمية المختلطة في البترون، دون أن تُعرف الأسباب.
عملية الاقتراع في بلدة الصوانة في قضاء مرجعيون تأخرت لمدة ساعة بسبب عدم إقفال الصناديق المخصصة لها، ما أدى إلى اعتراض عدد من المندوبين وهيئة الإشراف على الانتخابات.
زوق مكايل وجعيتا تشهدان مشاركة متدنية حتى الآن.
المندوبون المتواجدون في أقلام الاقتراع في مدرسة المستقبل ــ البسطا التحتا، يدعون أن بطء عملية الاقتراع مردّه إلى جهل الناخبين في كيفية الانتخاب، أي أن كل ناخب يحتاج إلى حوالى ربع ساعة للإدلاء بصوته، فيما يقول الناخبون إن السبب يعود إلى أوامر أصدرها وزير الداخلية بعدم السماح بدخول أكثر من فرد إلى قلم الاقتراع ممّا تسبب بازدحام كبير.

عون يخالف الأصول؟
فور وصول رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، إلى المركز الإنمائي التابع لبلدية حارة حريك (القلم رقم 1) للإدلاء بصوته، صرّح للصحافيين قائلاً: «أنا صوتت للعهد لمين بدّي صوّت؟». التصريح دفع بعض المراقبين الى السؤال عمّا اذا كان يُعَدّ «مخالفة للأصول والقوانين»؛ إذ قد يُعتبر ذلك «توجيهاً للناخبين للتصويت ضد المرشّحين المعترضين على «العهد»».



«القوّات» تعدّل خطتها
بعدما كانت «القوّات اللبنانية» في قضاء بشرّي قد أصدرت تعميماً لكيفية توزيع الأصوات في قضاء بشري، مُناصفةً بين ستريدا طوق وجوزف اسحاق، عدّلت «القوات» — بشري، بعد الظهر، «خطتها». وبحسب المعلومات، فقد طُلب إلى المنتسبين في عبدين وطورزا منح الأصوات التفضيلية لطوق عوض اسحاق. إلا أنّ مصادر «القوات تنفي ذلك، مؤكدةً أنّ هذه الأخبار هي مُجرد «شائعات» من الماكينات الأخرى.

غياب التجهيز الهندسي للأشخاص المعوَّقين
قرابة التاسعة والنصف من صباح اليوم، وصل رئيس الحكومة، سعد الحريري، إلى مركز الاقتراع في القلم رقم 17 في مدرسة شكيب أرسلان الرسمية في بيروت. وفور وصوله، طالبه أشخاص معوَّقون بتخصيص قلم لهم ولكبار السن، فما كان بالحريري إلا أن وعدهم بالاهتمام بالموضوع «شخصياً» في الانتخابات المقبلة. غياب التجهيز الهندسي يؤكد، مرة جديدة، إخفاق وزارة الداخلية والبلديات في تنفيذ المرسوم التطبيقي الصادر عام 2009، في عهد الوزير السابق زياد بارود، المتعلّق بالبيئة الهندسية الدامجة - القسم الرابع من القانون 220/2000، والذي يهدف إلى تسهيل عملية اقتراع المعوّقين.

سرقة سيارة فريق عمل «LBC» في بعلبك
الحدث السوريالي في عملية الاقتراع تمثل في إقدام مجهولين ليلاً على سرقة سيارة تابعة لفريق عمل الـ«lbc» في بعلبك، من أمام فندق «كنعان». وفور إبلاغ المعنيين حضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقاً في الحادث.

أبرز الإشكالات التي سُجّلت، حتى الآن، في بعض المراكز:
وقع إشكال وتضارب في أحد أقلام الاقتراع في منطقة الشويفات، على خلفية «عدم إمضاء رئيس القلم على 49 مغلف». وعمد المعترضون إلى تكسير صندوف اقتراع وبعثرة الأوراق في أرجاء الغرفة، الأمر الذي استدعى تدخل القوى الأمنية لفضّه.
وقع إشكال كبير في بلدة لاسا في جبيل، أدّى إلى إقفال صناديق الاقتراع.
في زحلة، وقع إشكال بين عناصر من «القوات اللبنانية» والقيادي في «الكتلة الشعبية»، يوسف سكاف. ويظهر فيديو نشرته «الأخبار» لحظات الاعتداء على سكاف أثناء وجوده في منزله.
في الشمال، أفادت مصادر عن «وقوع إشكال في مدرسة المنية/ الفرع الإنكليزي، استدعى تدخل قوة من الجيش اللبناني التي أغلقت المركز وأبعدت المواطنين».
في جزين، وقع إشكال بين مناصري النائب زياد أسود ومناصرين لحركة أمل في عاريه والعيشية، استدعى تدخّل الجيش اللبناني لفضّه.
في برجا، أفادت قناة الـ«MTV» عن وقوع إشكال بين مناصرين لتيار المستقبل ومناصرين للمرشح عن المقعد السني في دائرة الشوف ــ عاليه علي الحاج، أدّى إلى إقفال أحد مراكز الاقتراع لبعض الوقت، قبل أن يطوّق الجيش اللبناني الإشكال ويُعاد فتح المركز.
في بلدة عكار العتيقة، طوّق الجيش اللبناني إشكالاً وقع أمام أحد مراكز الاقتراع بين أحد مناصري الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، ومناصرين لتيار المستقبل في البلدة.
في صيدا، وقع إشكال أمام المدرسة الكويتية بين مناصرين للوائح المتنافسة في المدينة، حيث قامت القوى الأمنية بالتدخل فوراً لفضّه.

المشنوق في الطوافة

بعضٌ ممّا قيل
سليمان فرنجية عبر «توتير»: زغرتا مفتوحة للجميع ورأسها دائماً مرفوع ، أنا في مكاني لا أغير ولم أغير لا قبل ولا بعد والله يطول عمر الرئيس ويكمل عهده وبعدها الله بيفرجها #انتخابات_2018
أحمد الحريري عبر «تويتر»: تصويتكم سياج بيحمي كل لبنان وشعبه اللي ضحى بسببن سعد الحريري بكل ما يملك، ما حدا يقلل من أهمية صوته ولا يستكتر النزلة عصندوق الاقتراع
جنبلاط عبر «تويتر»: في الربع الساعة الأخير المطلوب رفع نسبة التصويت إلى الأقصى والانقضاض والتجمع في مراكز الاقتراع كرفوف الحجال الشامخة الأبية الجميلة من جبالنا، للحفاظ على هويتنا ووجودنا وكرامتنا في مواجهة الطارئين كالغربان السود الذين يحومون على الجيف والنفايات من جماعات السلطة الفعلية والملحقة