فيما تتقاطر الوجوه السياسية إلى منزل الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل لإعلان انسحابها من الانتخابات النيابية المرتقبة لمصلحة تيار المستقبل، والتي كان أبرزها أمس النائب خالد الضاهر، يستعد مسؤولو «المستقبل» في عكار لاستكمال التحضيرات قبل يوم السبت المقبل، موعد إعلان الرئيس الحريري لائحته من مركز التيار في بلدة خريبة الجندي.الحريري كان أعلن 3 مرشحين سنّة هم طارق المرعبي ومحمد سليمان ووليد البعريني، والإبقاء على ترشيح هادي حبيش عن المقعد الماروني، وخضر حبيب عن المقعد العلوي، كما تم ترشيح جان موسى عن أحد مقعدي الروم الأرثوذكس. وسينضم مرشح القوات اللبنانية وهبي قاطيشا (أرثوذوكسي) الى اللائحة، بعد نجاح المفاوضات مساء أمس بين «المستقبل» والقوات.
يعمل كلّ من باسيل والبعريني على تأليف لائحة تضم مرشّح «القومي»


في المقابل، لا تزال القوى والأحزاب السياسية في عكار عاجزة عن الاتفاق أو عن تشكيل لائحة والاعلان عنها. ففي كل ساعة ترتفع بورصة التحالفات لتعود وتنخفض. ورغم حسم الاتفاق السياسي على التحالف بين التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار، إلا أن تشكيل لائحة تضم باقي الأقطاب السياسية، كالنائب السابق وجيه البعريني، لا يزال قيد البحث.
كثرة المرشحين تعتريها معوقات عدة، خصوصاً عقب "الفيتو" الذي وضعه البعض ضد النائب السابق وجيه البعريني الذي يعدّ رمز قوى الثامن من آذار في عكار. فبعد خروج ابن البعريني، وليد، من كنف والده سياسياً وترشحه مع تيار المستقبل، بات وضع البعريني الأب حرجاً، لكون الكتلة الشعبية الوازنة التي كان يعتمد عليها تاريخياً تبعت ابنه.
رفَض البعريني التنحّي منذ اليوم الأول، الأمر الذي دفع به الى العمل على تشكيل لائحة، بحسب ما أكد لـ«الأخبار»، لافتاً الى أنه لن يتراجع عن ترشيحه مهما كلفت الأمور. لذلك هو يعمل على تأليف لائحة سوف تضم بحسب البعريني: مخايل الضاهر عن المقعد الماروني، إميل عبود (مرشح القومي) وكريم الراسي (مرشح المردة) لمقعدَي الروم الأرثوذكس، حسن السلوم عن المقعد العلوي، حسين المصري عن المقعد السنّي، إضافة الى سنّي آخر تحفّظ البعريني على ذكر اسمه في الوقت الراهن.
تمسّك البعريني بموقفه لم يمنع التيار الوطني الحر من المضيّ في السعي إلى تأليف لائحة أخرى استدعت عقد سلسلة لقاءات مع رئيس التيار الوزير جبران باسيل، يُراد لها أن تضم: مرشحا التيار الوطني الحر جيمي جبور عن المقعد الماروني وأسعد درغام عن المقعد الأرثوذكسي، النائب السابق محمد يحيى، مرشح الجماعة الاسلامية محمد شديد، مرشح الحزب القومي إميل عبود، والمرشح عن المقعد العلوي حسن السلوم، المرشح محمود حدارة، شقيق عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل سامر حدارة.
معضلة البعريني الأب لن تحل بحسب مصادر معنيّة بالمفاوضات، «إذ من غير الممكن تشكيل لائحة في عكار منافسة للمستقبل من دون مرشح قوى الثامن من آذار وجيه البعريني، وهو الذي أبقى منزله مفتوحاً في أحلك الظروف، وعمل مع باقي الأحزاب على ضبط الأمور في عكار عندما كادت الأزمات السياسية تودي بها الى الهاوية».
وتفيد مصادر متابعة لـ«الأخبار» بأن «المساعي تتكثّف لاحتواء أزمة البعريني الذي عقد بدوره اجتماعاً مساء أمس في منزله بوادي الريحان بحضور القومي والعلوي، وقد تمنّيا عليه التريّث لغاية نهار الجمعة، لعل المفاوضات تؤدي الى نتائج إيجابية».
وتضيف المصادر: «ان الانسحابات ستتوالى حكماً في عكار لمصلحة تيار المستقبل، وستصعب الأمور كثيراً على باقي الأفرقاء الذين سيبقون خارج أيّ لوائح».