نقيب الأطباء السابق شرف أبو شرف، ورجل الأعمال روجيه عازار، هما المُرشحان الحزبيان للتيار الوطني الحرّ في كسروان ــ الفتوح. باستثناء انتمائهما الحزبي، تجمع بينهما نقطة واحدة: عدم مشاركتهما في الانتخابات التمهيدية التي أجراها الحزب. يُعدّ ذلك مُخالفة صريحة للنظام الداخلي لـ«التيار»، على الرغم من أنّ «المؤتمنين» عليه يلجأون إلى إحدى المواد في النظام التي تُعطي رئيس الحزب الحقّ في اختيار مُرشح آخر، غير الذين شاركوا في الانتخابات الداخلية، فيما لو وجد مصلحةً في ذلك. المخرج القانوني، لم يشفِ غليل عددٍ من الحزبيين في كسروان ــ الفتوح، ولا سيّما المُرشحون العونيون، الذين أُنهكت قواهم المادية والمعنوية في استحقاق، خرجوا منه «بلا ولا شي». كان من المُفترض أن يكون عازار، المُرشح الحزبي الوحيد في القضاء. إلا أنّ «الفِخاخ» داخل اللائحة، والخوف من انسحاب أحد المُرشحين، دفعا «العهد» والوزير جبران باسيل إلى الطلب من أبو شرف تقديم طلب ترشّحه إلى وزارة الداخلية.

روجيه عازا: خسارتي نكسة للتيار

أُشكل قيمة مُضافة من خلال العلاقات والخدمات طوال ١٠ سنوات()

يوم الأحد، افتتح روجيه عازار مكتبه الانتخابي في بلدة حارة صخر، بحضور رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. كلّ المعطيات تُشير إلى أنّ ترشيح الرئيس السابق لبلدية عرمون الكسروانية لن يُسحب، مهما حاول النائب السابق منصور البون ذلك. لم يُشارك عازار في الانتخابات الداخلية، لأنّه لم يكن قد مرّ على تاريخ بطاقته الحزبية سنتان أو أكثر. «ولكن أنا تقدّمت بطلب الحصول على البطاقة عام 2011»، يقول لـ«الأخبار». بصرف النظر عن الجدل حول تاريخ البطاقة، نجح «رفاق» عازار في ترسيخ قناعة لدى الرأي العام الكسرواني بأنّه «طارئ» على الحزب. يُجيب بأنّه «عام 1989، اعتُقلنا إخوتي وأنا، ولم يعرف أحد مكاننا إلّا بعد 17 يوماً. وفي انتخابات الـ2005، خضت معركة عون في كسروان».
ولكن المعارضين لعازار يتحدثون عن «تباهيه بعلاقته مع النظام السوري، أيّام كنا نواجه الاحتلال السوري في لبنان». علماً أنّ علاقة عازار بدمشق صناعية، «أي امتلاكي سابقاً معمل رخام في اللاذقية (مُتوقف عن العمل، كما يقول عازار، من بداية الأحداث)، كما يملك غيري من المُرشحين مستودعات في دمشق. ونحن كنا من أوائل المُشاركين في تظاهرة ١٤ آذار».
عازار (58 عاماً)، تابع دراسته المدرسية في «المركزية ــ جونية»، ثم انتقل إلى معهد الـCIT التقني. ورث، وأشقاءه الستة، عن والدهم، شركةً تُعنى بصناعة الرخام والغرانيت، لينطلقوا بعدها في العمل بقطاع البناء والفنادق والمطاعم. مسار عازار المهني مثّل حُجة لبعض العونيين للهجوم عليه. استعادوا خلافه مع بلدِيتَي المنصف ونهر ابراهيم، اللتين اتهمتاه سابقاً بالاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وتلويث البيئة وتشويه المعالم الطبيعية (http://www.al-akhbar.com/node/179227). لا يُريد عازار أن يوضع في موقع «المُبرّر»، ولكن «عنجدّ في ظلم. معمل نهر إبراهيم مُقفل منذ ٥ سنوات، وليُخبرونا ما التلوث الذي كان يسببه؟ أما الفندق في المنصف، فأتحدّى من يقول إنّنا منعنا الناس من الولوج إلى الشاطئ. هناك إنشاءات وإفرازات، ونملك كلّ الأوراق القانونية».
فور تبلغه من باسيل، قبل أسابيع، بأنّه سيكون المُرشح الحزبي في كسروان، توجّه عازار لزيارة المحامي أنطوان عطالله، الذي حلّ أولاً في مرحلتَي الانتخابات التمهيدية الأولى والثانية. «طوني لبق جداً، وهو سيكون إلى جانبنا في المعركة»، يقول عازار، وهو يؤكد أنّ الاعتراض على ترشّحه «تقريباً انتهى. الشباب يعرفون أنّ معركتنا لا ينبغي أن تكون داخلية، والمرحلة دقيقة». يقول الرجل الذي مثّل «الرئيس ميشال عون ١٤٧٢ مرّة في المناسبات الكسروانية»، إنّ الأمر بسيط. الاختيار «لا يجري عاطفياً، بل يُختار من لديه حالة وحيثية. التيار العوني هو الحزب الأكبر والأقوى في كسروان، ولكن أنا أُشكل قيمة مُضافة من خلال العلاقات المناطقية والعائلية والخدمات طوال ١٠ سنوات».
قبل إعادة بروز اسم أبو شرف، كان عازار «الأقوى حزبياً»، كما يقول، يتوقع أن تصبّ أصوات الملتزمين لمصلحته (هناك قرابة 3000 بطاقة حزبية). الفوز بالمقعد أساسي بالنسبة إليه، ليس لغايات شخصية فقط، «بل لأنني الحزبي الوحيد، فإذا سقطت تكون نكسة للحزب، ويكون التيار قد خسر في كسروان».

شرف أبو شرف: «الخطّة ب» للتيار العوني

تربط شرف أبو شرف علاقة شخصية بالرئيس عون()

شرف لويس أبو شرف. نجل النائب والوزير الراحل، وأحد مؤسسي حزب الكتائب، الذي أقنع الناخبين الكسروانيين عام 1968 بأنّه «حتى سيدة حاريصا ستشيح بوجهنا عنّا إن لم نتساعد لحماية لبنان»، من جمال عبد الناصر والوجود الفلسطيني في لبنان. ومن حينه، انتشرت خبرية أنّ «العدرا برمت» وساهمت في نجاح الحلف الثلاثي، تلك السنة. طبيب الأطفال شرف، مُتأثر بوالده، هو الذي نشَر كتابين له. كذلك فإنّه شقيق جوزف ومارون وبيار أبو شرف (الأخير زوج رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي ميرنا المرّ). المحاميان جوزف ومارون مُرشحان دائمان إلى الانتخابات النيابية... أحدهما في وجه الآخر. إلا أنّ العائلة قرّرت هذه الدورة توحيد جهودها، ودعم شرف إذا أكمل مشواره الانتخابي. أما إذا انسحب، فالاستمرارية يؤمنها جوزف.
منذ تسلّمه منصب نقيب الأطباء وتقديمه عدداً من مشاريع القوانين إلى مجلس النواب، وجد أبو شرف أنّ بالإمكان استكمال العمل على مشاريع طبية في مجلس النواب.
في عام 2010، طلب منه التيار الوطني الحرّ الترشح إلى نقابة الأطباء، وفاز وحيداً من اللائحة التي ترشّح عليها. اشتغل على عددٍ من المشاريع، أهمّها الوصفة الطبية الموحّدة التي أدّت إلى انخفاض سعر الدواء، وهو «الإنجاز» الذي ينسبه اليوم الوزير غسان حاصباني إلى نفسه.
الطبيب (مواليد 1951)، انتسب إلى «التيار» قبل 10 سنوات، لأنّه يؤمن بأن العمل يتحقق ضمن مجموعة، وهو مُقتنع بخطّ «التيار». تربطه علاقة شخصية بالرئيس ميشال عون. «نقزة» قيادة التيار العوني من الخلافات بين أعضاء اللائحة، دفعتها إلى ترشيح شرف أبو شرف، احتياطاً. ظنّ «التيار» أنّه بذلك أيضاً يحلّ عقدة تمثيل بلدات الجرد الكسرواني، عبر ترشيح حزبي. علماً أنّ قيد عائلة أبو شرف كان في حمّانا (المتن)، قبل أن ينقل أبناء لويس أبو شرف نفوسهم إلى كفرذبيان. حتى إنّه في استطلاعات الرأي، لم ينل أبو شرف أرقاماً عالية، لكونه غير موجود عملياً على الأرض، ويتولّى «الواجبات» شقيقه جوزف.