اكتملت لائحة تحالف أمل ــ حزب الله في دائرة الجنوب الثالثة، مع انضمام أسعد حردان إليها مرشحاً رسمياً للحزب السوري القومي الاجتماعي عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة حاصبيا ــ مرجعيون. المهمة التالية أمام هذا التحالف هي رفع نسبة التصويت، ولذلك، سيرابط الرئيس نبيه بري في الجنوب، بدءاً من مطلع شهر نيسان المقبل. وتضم لائحة التحالف الثنائي كلاً من محمد رعد، علي حسن خليل، ياسين جابر، هاني قبيسي، أيوب حميد، حسن فضل الله، علي فياض وعلي بزي (عن المقاعد الشيعية الثمانية)، أسعد حردان (الارثوذكسي)، قاسم هاشم (السنّي)، أنور الخليل (الدرزي).
وفي المقابل، يتّسم مشهد الاعتراض بالتشتت. لا اليسار يملك القدرة على صياغة لائحة موحدة، ولا «الاعتراض الأسعدي» يقدم خطاباً أو وجوهاً جديدة. لائحة «فينا نغير» التي أعلنها أحمد كامل الأسعد، تضم عن الشيعة، بالإضافة إلى الأسعد (النبطية)، زوجته عبير رمضان (مرجعيون ـ حاصبيا)، رباح أبي حيدر (النبطية)، محمد فرج (بنت جبيل)، عبد الله سلمان (حاصبيا ــ مرجعيون)، وعن المقعد السنّي في حاصبيا ــ مرجعيون العميد المتقاعد عدنان الخطيب، وعن المقعد الأرثوذكسي في حاصبيا ــ مرجعيون منح صعب، وعن المقعد الدرزي في حاصبيا ــ مرجعيون كنج علم الدين.
وفي انتظار ما سيعلنه الحزب الشيوعي وبعض قوى اليسار قبل السادس من آذار، تاريخ إقفال باب الترشيح، يواجه مرشحان على لائحة ضمن تحالف أمل ــ حزب الله خطراً نسبياً، هما أسعد حردان وقاسم هاشم. لذا، فإن قوى المعارضة ستركز على محاولة الخرق في أحد هذين المقعدين، ببلوغ الحاصل، حيث ستحدد أصواتها التفضيلية هوية الفائز.

مرشحان مهدّدان
في لائحة «التحالف»
هما أسعد حردان وقاسم هاشم
أما المقعد الاقلوي الثالث (الدرزي) للمرشح أنور الخليل، فلا خطر عليه، خصوصاً بعد أن أبلغ النائب وليد جنبلاط الرئيس نبيه بري دعمه الكامل لكتلة التحرير والتنمية وتبنّيه المطلق لترشيح خليل، وترجم ذلك عبر حثّ القاعدة الاشتراكية على التصويت للائحة التحالف، وأبلغهم الآتي: «من ينتخب أنور الخليل ينتخب وليد جنبلاط».
من جهتها، تعتقد قوى المعارضة اليسارية المنافسة للائحة التحالف في هذه الدائرة أن فرصة الخرق «متاحة وجدية»، لذلك، تستمر في تحشيد قواها، بما يخوّلها تأمين الحاصل الانتخابي المطلوب. تنظر هذه القوى الى الانتخابات بوصفها «معركة سياسية بامتياز في مواجهة قوى السلطة»، كما يقول مرشح الحزب الشيوعي اللبناني علي الحاج علي. في هذا السياق، ينعقد غداً «لقاء قوى الاعتراض والتغيير الديمقراطي»، في مدينة النبطية، بمشاركة كلّ من الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري وهيئة أبناء العرقوب وحزب الطليعة (البعث سابقاً) وبعض الوجوه والمجموعات المستقلة. وفي التوقيت نفسه(الحادية عشرة)، قررت مجموعة «بدنا نحاسب» الدعوة إلى لقاء يعقد في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية لمناقشة ملف الإنتخابات وتفعيل دور قوى الإعتراض». وتقول نعمت بدر الدين، من مجموعة «بدنا نحاسب»، إن الترشيح «ليس استعراضاً بل هو مسؤولية بكل معنى الكلمة».
ترى مصادر معارضة أن الدعوة إلى هذين الإجتماعين هو المؤشر الأبرز على حالة الشللية التي صارت سمة الإعتراض في أكثر من ساحة وخصوصا في الجنوب، وتمنت ألا تكون المفاضلة على أساس الاسماء فقط، بل ماذا سيضيف هذا المرشح أو ذاك الى اللائحة مجتمعة، خصوصا وأن مضمون البرنامج شبه متقارب»؟
ومن المرجّح أن تضم اللائحة المدعومة من الحزب الشيوعي كلاً من: علي الحاج علي (شيوعي)، مصطفى بدر الدين (مستقل)، عباس شرف الدين (تجمع وطني)، محمد حمدان (هيئة أبناء العرقوب)، أحمد مراد، حاتم علامة (درزي)، الياس جرادي (ارثوذكس)، ونديم عسيران الذي يشترط للمضيّ قدماً بترشيحه «تشكيل لائحة معارضة جدية، أما إذا كانت لائحة فولكلورية فلا مصلحة لنا في خوض المعركة ونكون قد فشلنا كقوة معارضة».
يقدر الحزب الشيوعي مجموع أصواته في هذه الدائرة بنحو 12000 صوت، أما بقية المنخرطين فلا يتحدثون عن أرقام محددة. ويأمل المعارضون بكل مسمياتهم أن ترتفع نسبة التصويت المسيحي الاعتراضي من أجل بلوغ الحاصل الانتخابي المطلوب، خصوصاً أنهم يملكون معطيات أن تحالف أمل ــ حزب الله يسعى الى بلوغ عتبة لا تقل عن خمسين في المئة، بهدف رفع الحاصل الانتخابي (22 ألفاً على الأقل)، وبالتالي انعدام قدرة كل المعارضين على بلوغه.
بدوره، يتحدث تيار المستقبل عن قدرة تجييرية تتجاوز عشرة آلاف صوت في قرى العرقوب (حاصبيا)، وهو يواجه تحدّي ترتيب بيته الداخلي عبر التفاهم على اسم مرشح واحد. واللافت للانتباه إقدام رجل الأعمال عماد الخطيب، المحسوب على «المستقبل»، على فتح مكاتب انتخابية في قرى العرقوب، وهو يجري مشاورات بعيدة عن الأضواء مع ممثلي قوى مسيحية كالقوات والكتائب والمستقلين من أجل صياغة لائحة تضمن بلوغ عتبة الحاصل الانتخابي. وكان لافتاً للانتباه أن التيار الوطني الحر لم يحدد موقفه النهائي بعد، ولم يعلن أسماء أي مرشح له عن المقعد الارثوذكسي، وسط ترجيحات بعدم دخوله في أيّ لائحة في مواجهة لائحة التحالف الشيعي، فيما تتحرك الجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في منطقة العرقوب في أكثر من اتجاه، في انتظار معطيات مركزية تحدد الخيارات المناطقية، كأن يتبنّى سعد الحريري مرشح «الجماعة» في بيروت وأيضاً في الضنية، وعندها تكون ملتزمة بصبّ أصواتها لمصلحة التيار الأزرق في هذه الدائرة.