حتى منتصف ليل أمس، لم تستجب حركة فتح لدعوات وقف إطلاق النار في الهجوم الذي تشنّه على حيّ الطيرة في عين الحلوة ضد مربع المتشددين بلال بدر وبلال العرقوب. الاجتماع الذي عقده ممثلو القوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية في مقر سفارة فلسطين، فشل بسبب رفض الحركة الصيغة التي طرحت لوقف القتال، بعدما وجدت فيها امتثالاً للشروط التي طرحها «البلالان» منذ بداية المعركة.
وتقضي الصيغة بالموافقة على عودة انتشار القوة الأمنية المشتركة من قاعة صلاح اليوسف نحو حيّ الطيرة، بشرط عدم مشاركة الحركة فيها واقتصارها على «حماس» و«أنصار الله» و«عصبة الأنصار»، وانسحاب مسلحي فتح من المواقع التي سيطروا عليها منذ بدء المعركة في الحي. إصرار الحركة على تحقيق إنجاز ضد المتشددين بخلاف اشتباك نيسان الأخير، جعل أصوات الرصاص والقذائف تطغى على كل الدعوات الى إنهاء القتال، منها تظاهرة شعبية جابت أنحاء المخيم وتكبيرات علت من مآذن المساجد.
استطاع مقاتلو قوات الأمن الوطني الفلسطيني ومجموعة العميد أبو أشرف العرموشي ورئيس التيار الإصلاحي في فتح العميد محمود عيسى (اللينو) تضييق الخناق على مربع المتشددين في الطيرة ومحيطه واحتلال عدد من المنازل التي استخدمت للقنص باتجاههم. تضييق الخناق دفع بكل من شادي المولوي وبلال بدر إلى «التهديد بقصف صيدا ومواقع الجيش بالقذائف والصواريخ للضغط باتجاه قبول فتح بوقف القتال» بحسب مصدر فلسطيني.
ضراوة القتال لليوم الخامس وحجم الأضرار في الممتلكات، فاقا ما سجّل في اشتباك نيسان الأخير. ميدانياً، استمر نزوح سكان أحياء الطيرة والصحون والرأس الأحمر وسوق الخضر باتجاه الأحياء الأكثر أمناً وباتجاه صيدا، حيث باتوا في قاعات المساجد.