عادت مظاهر الاحتجاح إلى قناة «المستقبل» بعد فترة من الهدوء الذي رافق عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى البلاد. فقد علمت «الأخبار» أن الموظفين داخل التلفزيون أعدّوا مذكرة اعتراض، هدّدوا بها الإدارة بتوقيف البث والبرامج الإثنين المقبل، في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم، قبل العودة عن هذا القرار وإعطاء مهلة حتى نهاية هذا الشهر لتحصيل مستحقاتهم.
وفي التفاصيل أن ممثلين عن مختلف الأقسام داخل القناة اجتمعوا قبل 10 أيام بالمدير العام للتلفزيون رمزي الجبيلي، ودار نقاش حول وعوده بتأمين الدفعات المستحقة، خصوصاً أنه كان قد أكّد لهم منذ شهرين أن الأزمة المالية في التيار انتهت إلى غير رجعة. وبعد دفع رواتب شهرين عادت وتوقّفت فجأة. وفي ذلك الاجتماع، طلب الجبيلي إعطاءه مهلة حتى 15 آب، لكنه ظهر، بحسب مصادر في التيار، بمظهر المكسور غير القادر على مواجهة موظفين «انخربت بيوتهم». فهو لا يملك الحجة لإقناعهم أو القوة لإخضاعهم. ولذلك لم تقبل اللجنة التي اجتمعت بالجبيلي الانتظار حتى منتصف الشهر الجاري، بعدما تبيّن أن لا بوادر لدفع أيّ راتب. فعادت اللجنة وعقدت أول من أمس اجتماعاً وقررت المطالبة بدفع راتبين على الأقل، إضافة إلى جدولة لمستحقات 15 شهراً آخرين، فأعدّت مذكرة تم التوقيع عليها من قبل كامل الموظفين، ورفعتها اللجنة إلى الجبيلي «الذي أظهر استياءً واضحاً»، فما كان من أعضاء اللجنة سوى مواجهته بالقول إنه «لا يمكن العتب على الموظفين الذين يعانون من أوضاع مادية صعبة». وبحسب المعلومات، طلب الجبيلي مرة أخرى إمهاله حتى تاريخ 18 آب، علّه يستطيع تأمين راتبين. وقال للجنة إنه حتى ذلك التاريخ «ممنوع للبث أن يتوقف». وأضاف: «بعد 18 آب أنا في حل من أيّ التزام، ويحقّ لكم التصرف كما تريدون بداية من تاريخ 1 أيلول». مصادر في التيار اشارت إلى إمكان أن تلجأ القيادة إلى دفع راتبين «كي تتجاوز ردّ فعل الموظفين وتهديدهم، كما تعوّدت أن تفعل»، مؤكّدة أن «كل ما يحكى عن انتهاء الأزمة الى غير رجعة ليس دقيقاً، خصوصاً أن الرواتب عادت وتوقفت منذ شهرين بعدما استؤنفت بداية العام».