نشر موقع «روتير نت» العبري، أمس، خبراً يستأهل إعادة نشره عن حزب الله والضاحية الجنوبية وقوات الحرس الثوري الإيراني. بحسب الموقع الذي نقل عن «مصادر لبنانية»: تسود الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، أي معقل حزب الله، حالة تأهب عالية جداً منذ أيام. التأهب يرتبط بإنذار عن مخطط لتنفيذ عملية إرهابية داخل الضاحية. لكن المصادر لم تعط للموقع، بحسب تأكيده، تفاصيل إضافية عن طابع العملية والجهة التي تنوي تنفيذها.
وعلى نحو استثنائي، يتابع الموقع العبري، نشرت قوات أمنية إيرانية على مداخل الضاحية حواجز قامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات التي تريد الدخول الى الضاحية الجنوبية، بما يشمل سكان الضاحية، بل وأيضاً عناصر حزب الله.

تبحث إسرائيل عن كل كلمة تقال للنيل من حزب الله بهدف إظهاره مأزوماً لدى جمهورها

ولمزيد من «السوسبنس»، أضاف الموقع أنه سمع أمس (أول من أمس) دويّ انفجار في «حي» الضاحية، هرعت اليه القوات الأمنية، لكن تبين لاحقاً أنه مجرد انفجار لإطار شاحنة.
قد يرى البعض أن أخباراً كهذه، تنقل على المواقع الإخبارية العبرية، تثير السخرية من ناقل الخبر (الإسرائيلي) ومصدره (اللبناني) في حال وجوده، لاعتبارها نوعاً من انحطاط إعلامي لدى الجانبين. لكن من جهة أخرى، فإن أخباراً كهذه وغيرها وبمستواها وبما دونها، تلقى رواجاًَ واستحساناً وتداولاً واسعاً، ليس فقط في إسرائيل التي تبحث عن كل كلمة تقال أو تفبرك للنيل من حزب الله في مسعى لإظهاره مأزوماً لدى الجمهور الإسرائيلي، بل أيضاً لدى جمهور القوى والأنظمة العربية المعادية للمقاومة، التي لا تختلف في مقاربتها لحزب الله، ومحاولة تأزيمه وشيطنته، عن مقاربة الإسرائيلي. ويكفي التصفح العابر لمواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً المواقع الإخبارية العربية التابعة لدول وجهات معادية للمقاومة، كي يتبين الكم الهائل من الفبركات التي تلقى رواجاً واسعاً جداً.
وتماشياً مع النص العبري، وحديثه عن مصادر لبنانية، لم يتبيّن في حدّ أدنى، بعد البحث، أن خبراً كهذا قد نشر فعلاً في المواقع الإخبارية اللبنانية، علماً بأن أخباراً كهذه وغيرها، بل وأكثر منها سخافة، تنشر في لبنان ويجري تداولها بلا حرج.
ولإكمال «السوسبنس»، ولوضع القارئ في صورة التلقي الإسرائيلي لخبر كهذا، نختار جملة تعليقات لإسرائيليين وردت عليه، ومن شأنها أن تظهر التفاعل العبري معه، كونها تعبّر عن الآمال والتمنيات الإسرائيلية في «مواجهة العدو». أحد المتصفّحين أشار الى أنه «على (أمين عام حزب الله السيد حسن) نصرالله أن يخاف في هذه الأثناء»، وآخر علّق قائلاً: «لا سلام لهؤلاء الأشرار»، فيما قال آخر: «حتى إيران وحزب الله يعانيان من الإرهاب. أرجو وآمل أن تنجح العملية، ونسمع أنهم تفجروا هناك».