في خطوة لافتة، وضعها كثيرون في خانة "الثقة" بإمكانية انطلاقة مختلفة للحياة السياسية في لبنان، زار بيروت نائب رئيس الحكومة الأسبق، عصام فارس، لتهنئة رئيس الجمهورية ميشال عون بانتخابه. وقد تحدد الموعد بعد اتصالات جرت الاحد الماضي، حيث تبين أن عون سيكون أكثر راحة الثلاثاء قبل الغرق في عملية تأليف الحكومة وجدول أعماله العام. وبناءً عليه، وصل فارس الى بيروت مساء الاثنين وغادرها بعد ظهر أمس، من دون حصول أي نقاش أو تفاهم على دور مباشر لفارس في الحكومة المقبلة.وكان فارس قد غادر لبنان إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. ومن يومها قاطع عملياً الحياة السياسية، وإن ظلت علاقاته قائمة مع غالبية القوى السياسية. لكن كان واضحاً أن لعلاقته مع الرئيس عون خصوصية تشمل التوافق السياسي وغيره. وهو ما دفع ببعض المقرّبين من رئيس الجمهورية الى إثارة موضوع تكليفه بمنصب وزارة الخارجية، إضافة الى منصبه كنائب لرئيس الحكومة، على أن تذهب حقيبة الدفاع إلى وزير ماروني من حصة الرئيس.
فارس الذي تناول وعائلته طعام الغداء مع الرئيس عون وعائلته، غادر القصر الجمهوري أمس فوراً الى المطار. وقال للصحافيين "نحن لم نفقد الثقة إطلاقاً خلال كل العهود، وكنا دائمي الإيمان بأن لبنان باق. لكنّ لفخامة الرئيس عون مودّة ومكانة خاصتين بالنسبة إلينا، وقد كسرنا الجليد بالنسبة الى العودة، بعدها سيكون من السهل علينا العودة تكراراً".
وعن استعداده لتولّي منصب وزاري قال: "هذه الأمور ليست واردة معنا. نحن في أي موقع كنا فيه نكون في خدمة لبنان".