واكبت بيروت مساء أمس، التحركّات الشعبية والإعلامية المستنكرة لاغتيال الكاتب الزميل الشهيد ناهض حتر في عمّان والأردن، الذي اغتيل على درج قصر العدل في العاصمة الأردنية صباح الأحد.وبالتزامن مع الاعتصام الذي نُظّم مساء أمس أمام قصر العدل في عمّان استنكاراً للجريمة النكراء والمطالبة باستقالة رئيس الحكومة المكلّف هاني الملقي وتحميله مسؤولية اغتيال حتر، نظّم عددٌ كبيرٌ من الإعلاميين والسياسيين والحزبيين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين اعتصاماً في حديقة «الأسكوا» في وسط بيروت، حملوا خلالها صور الشهيد حتر، وألقيت عدة كلمات بالمناسبة، حمّلت النظام الأردني مسؤولية الاغتيال.
حزب الله: حتّر
شهيد المقاومة والكلمة الحرة

ووصف عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي حتر بـ «شهيد الكلمة الحرّة وشهيد المقاومة ضد العدو الصهيوني والتكفيري وأدواته». وشدد رئيس الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب على ضرورة مواجهة الفكر التكفيري وحماية الكلمة الحرّة، وألقى الوزير السابق عصام نعمان كلمة باسم «الحركة الوطنية»، ونائل قائد بيه كلمة باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يرأسه وزير المصالحة السوري علي حيدر، وسوزان مكّي باسم «حركة الشعب»، وعلي ضغمان باسم «الحركة الشبابية للتغيير» ورياض صوما باسم «التجمّع التقدمي الديموقراطي». كذلك ألقى كل من الزميل جورج قرداحي كلمة بالمناسبة، والزميلة ثريا عاصي باسم «منتدى الإعلام في لبنان»، والإعلامي الأردني مصلح الهباهبة والمحامية بشرى الخليل، فيما ألقت غريس كاراتي ابنة شقيقة الشهيد حتر كلمة باسم العائلة.
كذلك استنكر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، اغتيال الشهيد حتر في بيان أمس، معتبراً أن «المرء قد لا يتفق مع التوجهات السياسية أو الفكرية أو الثقافية التي عبّر عنها الكاتب الراحل حتر الذي انضوى في إطار محور معين وكان من أبرز منظّريه، إلا أن هذا لا يلغي الاستنكار الشديد لأسلوب التصفية الجسدية والقتل الذي يعتبر عملاً بربرياً موصوفاً»، مؤكّداً أن «احترام الرأي وحرية التعبير مبدأ ثابت وغير قابل للمساومة تحت أي ظرف من الظروف، بصرف النظر عن مضمون هذا الرأي أو طبيعته»، وتقدم بالتعزية من «عائلة الشهيد حتر ومن الشعب الأردني الشقيق».
واعتبر رئيس الرابطة السريانية حبيب إفرام، أن «أخطر ما في اغتيال ناهض حتر، ليس في أنه مسيحي أو مشرقي أو أردني أو ملحد أو شيوعي أو علماني أو كاتب، بلْ في من لا يهمه كل هذا معاً. إنه الجبن الحقير. والعالم أبله. يتفرّج. لا دول لا حكومات لا قضاء على مستوى هذا التحدّي. في أن يسكت العالم. يدبِّج بضع كلمات رثاء، بمكر، ضد القتل ضد القمع ضد الترهيب، ثم يعود ليداعب داعش والظلاميين يستعمل غباءهم في لعبته المفضلة في تفجير الشرق. في أن يجلس العالم العربي سعيداً فوق دمائه، فوق غبار أبنائه وكأنه غير معني. ظلام يستولد ظلاماً وسلفيات هي إهانة للعقل للفكر للحرية للإنسان. لأجل رسم. لأجل موقف. لأجل كلمة. لأجل عقيدة. وأسوأ. هناك من هلّل. إنه اغتيالٌ حلال. مَنْ يحمي أي أحد من التحريض، من التواطؤ، من التكفير، من التعصب، من فقدان العدل. رمزية استشهاد ناهض على درج قصر العدل ورقة نعوة للعدل ذاته. دولة بكل مؤسساتها غير قادرة على حماية مواطن وحيد مهدد. وتحقق معه لإثارة ما تعتبره «نعرات طائفية»، و«إهانة معتقد ديني». كلنا ناهض حتر. كما كنا كلنا مع كل مظلوم مقهور. كل مشرقي هو ناهض حتر شهيد ينتظر دوره».
ومن اليمن، أدان الناطق باسم أنصار الله محمد عبد السلام، «بشدة اغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر، ونعتبر اغتيال الأحرار المناضلين ضد الهيمنة الأميركية خسارةً لبلدانهم وخسارةً لأمتهم، ويدُ الغدر التكفيرية التي امتدت إليه بالقتل وسط العاصمة عمّان وأمام قصر العدل هي تلك التي امتدت إلى أصحاب الفكر المستنير المنفتح على الجميع في مختلف الأقطار العربية وتفتك بالشعوب قتلاً وذبحاً وتفجيرات، ولن ننسى للكاتب وقفته الشجاعة والمبدئية ضد العدوان على اليمن، مضيفاً بذلك إلى سجله النضالي والقومي صفحةً ناصعة البياض في زمن سودته الهجمة الغربية بالتوجهات التكفيرية، والصهيونية الاستعمارية. ونضم أصواتنا إلى جميع الأصوات المطالبة نظام الأردن ألّا يستخف بقضية اغتيال مواطنه المناضل، وأن يترك للعدالة أن تأخذ مجراها لينال القاتل جزاءه الرادع».