في وقت لا تزال فيه النفايات تحتلّ شوارع قرى المتن وكسروان، استمرت الاتصالات طوال يوم أمس للوصول إلى صيغة جديدة لحلّ أزمة النفايات. وبحسب المعلومات، فإن النقاش تواصل بين الوزير أكرم شهيّب والوزير السابق سليم الصايغ والنائب إبراهيم كنعان للوصول إلى الصيغة الجديدة. وبحسب وزير الزراعة أكرم شهيب، فقد جرى التوصّل إلى اتفاق مع النائب سامي الجميّل، وسينزع حزب الكتائب بموجبه الخيم اليوم من أمام مطمر برج حمّود، تمهيداً لعودة العمل في المطمر.وتنصّ الخطّة الجديدة على أن «يبدأ العمل فوراً لإنشاء معامل فرز ومعالجة في قضاءَي المتن وكسروان من قبل البلديات والاتحادات. وهذه المعامل تكون جاهزة خلال فترة أقصاها 18 شهراً، تسريعاً لتنفيذ خطة اللامركزية في هذا الملفّ ابتداءً من الفرز والمعالجة. تموّل هذه المشاريع من عائدات البلديات ومن الهبات التي تحصل عليها الدولة والبلديات لهذا الغرض، عبر وزارة التنمية الإدارية أو غيرها». ويصار بعد هذه الفترة، «في حال جاهزية البلديات، إلى وقف استقبال أية نفايات من هذين القضاءين في المطمر المؤقّت. في برج حمود/الجديدة. وبالتالي، يصار إلى خفض ارتفاع خلايا الطمر الصّحي، قدر الإمكان، عمّا هو محدد حالياً في العقد مع المتعهد. وتستكمل معالجة جبل النفايات الحالي وأعمال الردم والحماية البحرية وفقاً لخطة الحكومة حتى في حال توقُّف استقبال نفايات جديدة من المتن وكسروان». وفور بدء البلديات واتحادات البلديات بتشغيل معامل الفرز والمعالجة والاستغناء عن خدمات خطة الحكومة المركزية، يتوقّف اقتطاع حصص هذه البلديات من الصندوق البلدي المستقل، بالإضافة إلى تشكيل لجنة رقابة من النواب والبلديات المعنية والمجتمع المدني لمراقبة العمل في معالجة واستصلاح أرض مطمر برج حمود/الجديدة ومراكز الفرز، كما تم الاتفاق عليه في لجنة المال والموازنة.
وفيما تقول مصادر متابعة، إن «مندوبي بعض البلديات اعترضوا خلال لقائهم مع الجميّل على استمرار إغلاق المطمر نظراً إلى تراكم النفايات في الشوارع والامتعاض الشعبي الذي يسبّبه الأمر»، وإن اجتماعاً بين الجميّل والبلديات قد يُعقد اليوم، نفت مصادر كتائبية لـ«الأخبار» أن يكون قد حصل الاتفاق فعلاً، وأكّدت أنه «لن نزيل الخيم اليوم». وأشارت إلى أن «مندوبي البلديات عبّروا خلال الجلسة عن عدم ثقتهم بشهيّب وأن وزارة الداخلية ستسهّل عليهم إنشاء مطامر ومعامل للفرز، وأعلنوا تخوّفهم من الإجراءات الروتينية والمماطلة الرسمية». وأشارت المصادر إلى أن «موقف شهيّب من إعلان رئيس بلدية جونيه جوان حبيش جاهزيته لبدء العمل، وسؤاله عمّا إذا كانت الأرض مطابقة يدفعان رؤساء البلديات إلى القلق من عرقلة أي اتفاق». غير أن المصادر أكّدت أن «الجميّل أبلغ البلديات بأنها يمكنها المباشرة بالعمل لإقامة معامل فرز، وهو سيتكفّل بحمايتها».
(الأخبار)