يبدأ الرئيس سعد الحريري اليوم جولة طرابلسية تمتد ثلاثة أيام، وتتضمن ثلاثة إفطارات، تبدأ مع طرابلس والكورة في معرض رشيد كرامي الدولي، يليه إفطار المنية ــــ الضنية وزغرتا، وتختتم مع إفطار في ببنين عكار. الزيارة التي ستشكّل فرصة للحريري لإعادة تعويم نفسه وتياره في الشمال، لن تخلو على ما يبدو من توترات، في ظل إرسال المنشقين عن تياره إشارات سلبية تتوعّد بخلق مشاكل في حال زيارته مناطق محسوبة عليهم شعبياً، معتبرين أنه «لا يُمكنه تجاوزهم بسبب حضورهم المحلّي». وفي مقدّمة هؤلاء النائب خالد ضاهر الذي «رفض زيارة الحريري بلدة ببنين في حال لم تمر الزيارة عبره» بحسب معلومات «الأخبار».ويبدو أن اللقاء الذي جمع ضاهر والحريري بعد عودة الأخير من الخارج لم يُنه حالة الفتور بين الرجلين، كذلك لم يحدّ من طموحات ضاهر بسحب الشارع الشمالي لمصلحته، وهي طموحات بلغت حدّ وضع الشروط على الحريري! فقد علمت «الأخبار» أن «ضاهر أبدى اعتراضاً على زيارة الحريري المقررة نهار الأحد لبلدة ببنين في عكار». وتقول مصادر في التيار إن «الاعتراض جاء لأن الزيارة إلى البلدة هي تلبية لدعوة من النائب السابق مصطفى هاشم على إفطار سيقام في منزله». وأشارت المصادر إلى أن «امتعاض ضاهر لا يرتبط فقط بعدم دعوته، بل لأن العلاقة بينه وبين هاشم ليست بخير، وهما تبادلا الاتهامات بعد الانتخابات البلدية الأخيرة». وبحسب المعلومات، فقد اعتبر ضاهر الزيارة «بمثابة تحدّ له، وبدأ بالتحريض عليها، مهدّداً بافتعال مشاكل أثناء حضور الحريري إلى البلدة». مصادر بارزة في التيار أكدّت أن «ضاهر لا يستطيع تهديد الرئيس الحريري في عكار، وليس له أن يفعل ما يريد». وكشفت عن «دخول شخصيات شمالية على خط الوساطة لتفادي المشاكل، خصوصاً أن الحريري اتخذ قراراً بتهدئة الأمور مع الجميع، لكن الوساطات لم تصل حتى الآن إلى أي مكان، في ظل إصرار ضاهر على أن يمر به الرئيس الحريري أولاً قبل تلبية الدعوة، وينزل الاثنان معاً إلى منزل هاشم». وفي ظل عدم جلاء الصورة كاملة قبل يومين من موعد الزيارة، تهرّب النائب ضاهر من الإجابة عن مصير الوساطات، ورفض الردّ على أسئلة «الأخبار» التي حاولت الاتصال به أكثر من مّرة، لكن مصادر الرئيس الحريري أكدت أن زيارة الحريري لببنين قائمة «رغم أنف ضاهر».