خرجت بلدة الوردانية، في إقليم الخروب، من العباءة الجنبلاطية. البلدة الشوفية التي سيطر مقرّبون من رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، على قرارها البلدي، خرجت طوعاً من تلك العباءة، الأحد الماضي.نسبة الاقتراع في البلدة الشوفية بلغت حوالى 66% (صوّت 1583 من أصل 2370)، على مقاعد المجلس البلدي الـ12. لائحتان متنافستان. الأولى، غير مكتملة، شكّلها حزب الله وحركة أمل، بأحد عشر عضواً. والثانية، برئاسة الرئيس الحالي حسين بيرم، بدعمٍ من رجل الأعمال جميل بيرم المحسوب على جنبلاط.
ومنذ عام 2004، ترأس بيرم المجلس البلدي. وبحسب مصادر حزب الله في البلدة، فإن الوردانية حظيت بعناية جنبلاط الخاصة منذ 2008، فيما يعتبر الحزب وحركة أمل البلدة ساحةً لعكس تمثيلهما الشعبي في البلدة، خصوصاً أنها الوحيدة في قضاء الشوف التي يرأسها شيعي.
أما الطرف المقابل، فخاض الانتخابات البلدية على قاعدة «محسومة وبالجيبة»، باعتبار أن البلدة لن تنسلخ عن محيطها السياسي الحريريّ ـــ الجنبلاطي.
وبحسب متابعي الملف الانتخابي في البلدة الساحلية، فإن الحزب وأمل حاولا في البدء الاتفاق مع جميل بيرم، باعتباره «المفتاح الانتخابي» في البلدة. تضمّن العرض المقدّم لبيرم أن تتجه الأمور نحو التزكية، وأن ينال «الحزب والحركة 5 مقاعد مقابل 7 لجماعة بيرم»، غير أن الأخير استمهل، قبل إعطاء جواب نهائي. وعمل، بحسب المصادر، على «إضاعة الوقت وتمييع المسألة»، قبل أن يعلن موقفه الرافض للتوافق، والاتجاه نحو «المعركة الانتخابية، باعتبار أنه يمثّل ثقلاً عائلياً، في مقابل التمثيل الحزبي في البلدة». وهذا «ما دفع بالتحالف الثنائي الى عقد لقاءات مع أبناء البلدة لشرح ملابسات التفاوض»، إضافةً إلى إعلان البرنامج الانتخابي.
ومع انتهاء الفرز، الأحد الماضي، جاءت النتيجة بفوز لائحة الحزب والحركة كاملةً، بمقاعدها الـ11عشر، أما المقعد الأخير، فناله الرئيس الحالي، حسين بيرم، الذي تقدّم عليه آخر اللائحة المنافسة بـ75 صوتاً. ولم يحسم الفائزون مرشحهم لرئاسة البلدية، غير أن مصادرهم لفتت إلى أنها ستكون مداورةً، بلحاظ العائلات الكبرى.