مقالات مرتبطة
-
الرئيس الجميّل: التحالفات البلدية من عجائب الدهر نقولا ناصيف
تلقى الأهالي وعداً من الحريري وترّو بالحصول على "حق المخترة" في الأشهر المقبلة
مثل تلك التلال المعلقة بين البحر وأوتوستراد بيروت ــــ الجنوب والطريق إلى الشوف، يبدو حال نحو 9 آلاف شخص في السعديات بين سكانها الأصليين والمقيمين في المجمعات السكنية المنتشرة. إذا احتاجوا إلى إنجاز معاملة أو أوراق ثبوتية، يضطرون إلى أن يقصدوا أحد مخاتير الدامور الذين يتنقل بعضهم بين البلدة وأماكن إقامتهم خارجها.
خلال الحديث مع الأسعد، يناديه الحاضرون بـ"المختار". يوضح لنا: "مختار على الورق". كيف؟ خلال فترة تهجير القرى المسيحية في المنطقة، ومنها الدامور طوال أكثر من عشرين عاماً، كان يضطر أهالي السعديات إلى اللحاق بمخاتير الدامور حيث يقيمون في المناطق الشرقية من بيروت، لإنجاز معاملاتهم. بسبب المخاطر التي كانوا يتعرضون لها باجتياز المعابر وخطوط التماس واختصاراً للوقت، طلبوا من القوى النافذة في المنطقة تعيين مختار خاص بالحيّ من قبل وزير الداخلية. بحسب الأسعد، وقّع وزير الداخلية الأسبق ميشال المر عام 1994 قرار تكليفه مهمات مختار الحيّ. ويقضي بفصل الصندوق الاختياري لحيّ السعديات عن الصندوق الاختياري للدامور، على أن يبقى الحيّ تابعاً للصندوق البلدي في الدامور. حينها، كانت مراسم عودة المهجرين قد انطلقت، فعلّقت القرار. يقول الأسعد إن العائلات النافذة في البلدة مارست الضغط وأوقفت فصل مختار للسعديات.
في السنوات الماضية، اندمج أهالي السعديات إدارياً بالدامور. لكنهم أخيراً، أحيوا محاولاتهم لفصل الحيّ اختيارياً ولاحقاً فصله بلدياً، فيصبح بلدية مستقلة بذاتها تبلغ مساحتها مليوناً و400 ألف متر. قبل 4 أشهر، تواصلوا مع رئيس بلدية الدامور شارل غفري الذي وافق مع 16 عضواً (عضو واحد رفض) في المجلس البلدي على الفصل. لكن الحملة الشعبية التي شنّها بعض الداموريين واتخذت طابعاً طائفياً محملاً بهواجس ديموغرافية، أجبر غفري على تجميد الأمر. الرئيس سعد الحريري والنائب علاء الدين ترو عن الحزب التقدمي الاشتراكي، أعطياهم وعداً بمنحهم حق المخترة في الأشهر المقبلة.