منذ عودته الميمونة الى لبنان، رافق سوء الطالع الرئيس سعد الحريري. الدعسات الناقصة توالت، من تعييره سمير جعجع، من على منبر 14 شباط، بصلحه مع ميشال عون، الى الاستعراض في ملعب النادي الرياضي في بيروت مع «أم خالد»، الى «اللخبطة» بين صندوقي الاقتراع البلدي والاختياري. لا يكاد يرقعها من جهة حتى تفتق من جهة أخرى. أما حبة الكرز على «قالب الحلوى الفضائحي» فجاءت أمس من منطقة قصقص. عشرات من «ضحايا» الحريري البيارتة تجمعوا أمس أمام منسقية التيار في هذه المنطقة مطالبين بـ«بدل أتعابهم»، بعدما نذروا نهار عمل كاملاً لإنجاح «لائحة البيارتة» الأحد الماضي، ليفاجأ هؤلاء، عندما حلّ موعد القبض، بأن لا مال ولا من يدفعون. وتزامن ذلك مع شائعات عن سرقة مسؤول أحد المكاتب الانتخابية التابعة لتيار المستقبل الأموال المخصصّة للمندوبين الانتخابيين. تنصّل المعنيون في التيار من دفع المستحقات المالية للمندوبين وسائقي السيارات وكل من حوّل بيته إلى مركز انتخابي أزرق. تصاعد الغضب بين هؤلاء بعدما لم تعد تجدي معهم نغمة «لعيونك»، ما أدى الى «ميني انتفاضة» من قبل شبيبة المستقبل وشيبه أمام منسقية التيار، في مشهد محزن لبيارتة بدوا تحت شرفة المنسقية كمن يستجدي «الأوراق الخضراء». وظهر في الصور أحد عناصر المركز الأزرق حاملاً بندقية حربية على الشرفة، قبالة المطالبين بأموالهم.وقد انفجر تململ هؤلاء بعد مرور أربعة أيام على يوم الانتخاب الذي وعدوا بتقاضي «مستحقاتهم» في آخره. مرّ الأحد فوعدهم مسؤولو التيار بالفرج «خلال يومين». وبعضهم داوم على الحضور منذ الاثنين من دون أن يحصّل فلساً، فما كان منهم إلا الاعتصام أمام مبنى المنسقية والتهديد بالتصعيد. ويوضح أحد المندوبين أن «كل شخص وعد بمبلغ 100 دولار مقابل يوم العمل الانتخابي. أما الذين حوّلوا بيوتهم ومكاتبهم إلى مراكز انتخابية، فقد اتفق معهم على مبلغ 500 دولار، لكن أياً منا لم يرَ منها شيئاً». وأضاف أن «الغضب انفجر بعدما سمع المعتصمون من رجال الحرس أن «الأموال في عهدة منسق بيروت بشير عيتاني، لكن الرجل اختفى». الخوف من الفضيحة، بحسب المندوب، دفع قيادة التيار إلى إرسال المسؤول إبراهيم دياب إلى مبنى المنسقية حاملاً 50 ألف دولار تمّ دفعها إلى السائقين الذين تولوا نقل مندوبين وناخبين، ووعد دياب المندوبين خيراً بحلول اليوم.
لعل مشهد قصقص لم يبلغ الحريري من شرفة منزله في وادي أبو جميل، أو لعلّ ثمّة حاجباً للرؤية لا يزال يحول بينه وبين البيارتة، الذين لم يعُد ينفع معهم التدليس ولا اللعب على وتر الالتزام والولاء لنهج الرئيس الشهيد. هاج هؤلاء من «القلّة»، وبلغ عندهم السيل الزبى بعدما فرغت الجيوب من قوت يومها... فهل يسلم «الزعيم» من المحاسبة؟