لكل بلدة كسروانية معركتها الخاصة. يتنافس العونيون والقوات في مكان ويؤلفان لوائح مشتركة في مكان آخر. وحين لا يجد العونيون من ينافسهم ينقسمون سريعاً إلى فريقين. وفي مقابل "الحزبية العائلية" في الجرد الكسرواني تسيطر "الحزبية السياسية" في الساحل. البداية من ذوق مصبح التي كان رئيس بلديتها شربل مرعب موضع ثقة الجنرال ومرشحه إلى رئاسة اتحاد بلديات كسروان حتى تراكمت الشائعات والأخبار بشأن هدر وغيره في بلديته، من دون أن يبادر إلى الدفاع عن نفسه، فتراجعت حماسة الجنرال له رغم تمسك هيئة التيار الوطني الحر في ذوق مصبح بترشيحه. تنافسه لائحة يرأسها عبدو الحاج المدعوم من بعض العونيين والقوات اللبنانية. والمعركة بمعزل عن موقف الهيئة، عونية ــ عونية. أما في ذوق مكايل فالمعركة بين لائحتين، يرأس واحدة إيلي بعينو والثانية برئاسة وفيق طراد. والاثنان تاريخياً من جماعة رئيس بلدية الذوق واتحاد بلديات كسروان نهاد نوفل، علماً بأن في ذوق مكايل قوتين ناخبتين فقط، هما نوفل والتيار. وكانت هاتان القوتان متخاصمتين في السابق، لكن بعد افتراق نوفل عن آل افرام وفتحه صفحة جديدة مع الرابية تغيرت الأوضاع. فرغم مواصلة نوفل القول إنه على مسافة واحدة من المرشحين لخلافته، تنتشر في الذوق أخبار كثيرة عن ميله لبعينو الذي يحظى بدعم العونيين المناوئين تاريخياً لنوفل ويترشح على منصب نائب الرئيس معه منسق التيار الوطني الحر في البلدة بيار الأشقر. واللافت أن الصراع على العونيين يدفع طراد إلى تبنّي نظرية أنه "عونيّ الهوى". إلا أن عونيّي الذوق يعرفون طراد جيداً منذ أواسط التسعينيات، ولم ينسوا بعد احتفالياته المختلفة في زمن الوصاية السورية وتبليغات أحد داعميه المعروفين بكل تحركاتهم للأجهزة.بدورها عجزت مساعي الوزير السابق زياد بارود للتوافق في بلدته جعيتا عن التوصل إلى حل. فانقسم آل بارود والعائلات الأخرى بين رئيس البلدية الحالي سمير بارود ومرشح التيار الوطني الحر وليد بارود، فيما يلتزم الوزير السابق الحياد. أما عرمون ــــ بلدة المرشح روجيه عازار إلى الانتخابات النيابية ــــ فشملها التوافق أيضاً على أن تؤول الرئاسة ثلاث سنوات لريس عوني وثلاثاً أخرى لريس قواتي. وفي المقابل يتواجه العونيون والقوات في جديدة غزير. وفي غزير المعركة شبه محسومة لمرشح التيار الوطني الحر شارل حداد. أما يحشوش العونية الهوى فتشهد معركة عائلية عاصفة بين رئيس البلدية الحالي كارل زوين ورجل الأعمال جورج بركات، ويتوقع أن تكون معركة يحشوش الثالثة من حيث الحماسة بعد جونية وغسطا التي تتخذ معركتها طابع الأحزاب ضد الزعامة الخازنية. وفي العقيبة عمّ التوافق بين العونيين والقوات بعد إيجادهما مرشحاً مقبولاً من الفريقين وتأجيل البت في وجهة تصويته على رئاسة الاتحاد. أما في جارتها البوار فالتوتر كبير بين العونيين والقوات، وصل إلى حدّ "نبش القبور" معنوياً، علماً بأن المعركة الرئيسية تتعلق برئاسة اتحاد البلديات الذي لا يوجد مرشح جدي لخطفه من أمام العونيين بعد تقاعد نهاد نوفل وارتفاع حظوظ جوان حبيش للفوز في جونية. أما كفرذبيان وفاريا وميروبا وحراجل فمعاركها عائلية لم تبقِ حزباً أو تياراً أو مرجعية سياسية إلا وقسمتها على نفسها عدة أجزاء.