طوال ثلاثة عهود، مثّل ائتلاف فهد ــــ رزق ــــ الشدياق ركيزة مجلس بلدية عشقوت. آل رزق ممثلون برئيس البلدية جان رزق (86 عاماً). آل فهد ممثلون برئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد الذي زكّى ابن عمّه جورج نائباً للرئيس منذ 12 عاماً. وآل الشدياق ممثلون بسليم الشدياق، رئيس لجنة الأشغال في البلديّة والمتعهّد الأبرز فيها. خلال العهد الأخير، كثرت الشكاوى والاعتراضات على أداء البلديّة من داخل المجلس البلديّ. طرقات عشقوت اشتاقت للزفت، والبلدة تنقصها الحياة، والأهالي يطالبون بالإنماء، يريدون مرافق فعّالة لا غرفاً ومنشآت فارغة. المستوصف مقفل والحدائق والملاعب بحاجة لصيانة.
يقبل جان فهد المركز الثاني في بلدته لكن داخل عائلته يأبى إلّا أن يكون الأول

تبدّلت أسماء كثيرة في البلديّة، باستثناء ستة، كانت ثابتة في كلّ العهود؛ وهم سليم الشدياق وعبده الشدياق وسامي فهد المقرّبون من القوات اللبنانيّة ومشايخ آل الخازن، جان تابت وجورج فهد المحسوبان على القاضي جان فهد، إضافة إلى رئيس البلديّة جان رزق. لكن مع بدء السباق الانتخابي البلدي، مسبوقاً بـ"اتفاق معراب" وتحالف عوني ــــ قواتي في الاستحقاق، تبدّلت المعادلات: بداية طرح التيّار الوطني الحرّ اسم جوزف فهد (المنسّق السابق لقضاء كسروان) لرئاسة البلديّة، ولهذه الغاية اجتمع العماد ميشال عون بالقاضي فهد وأبلغه القرار. عندها طرح الأخير اسم جان رزق للاستمرار برئاسة البلديّة، على أن يكون جوزف فهد نائبه ضمن صيغة توافقيّة بين الأحزاب والعائلات، فهو يقبل المركز الثاني في بلدته، لكن داخل عائلته يأبى إلّا أن يكون الأول. لكن سرعان ما فرط الاقتراح، إثر رفض عائلة رزق استمراره في المنصب ومطالبتها بتقاعده. وترافق ذلك مع ترشيح القوات اللبنانيّة ألكسندر رزق (ابن الرئيس الحالي)، واتفاقها مع التيار الوطني الحرّ على أن تكون الرئاسة للقوات وأن يحصل التيار على نيابة الرئاسة وعدد من الأعضاء. في الخلاصة انعكس الإجماع المسيحي على عشقوت ورضخت كلّ الأطراف له لخلق لائحة توافقيّة، وتجنيب البلدة أية معركة. القاضي فهد، الذي يكرّر لازمة "ع نية العدرا" كلما سُئل عن شأن قضائي أو بلدي، منح بركته للتوافق أيضاً، وسار به "ع نية العدرا" أيضاً.
في عشقوت 2500 ناخب، ويقترع منهم حوالى 1700، مقسومين بين الأحزاب والعائلات؛ تأييد التيّار يصل إلى نحو 800 صوت في الانتخابات النيابيّة، ولكلّ عائلة حيثيتها، تمثّل عائلة فهد الكتلة الأكبر بحوالى 440 مقترعاً يؤثّر القاضي فهد على 70% منهم. تليهما عائلة رزق بنحو 320 مقترعاً ميالين لألكسندر رزق، المرشح النيابي السابق باسم الكتائب اللبنانيّة والمدعوم راهناً من القوات اللبنانيّة. وتحلّ عائلة الشدياق ثالثة بمعدل 310 مقترعين، نصفهم يميلون إلى سليم الشدياق وشقيقه.
تدور المفاوضات على تقسيم اللائحة التوافقيّة، بحسب ما يؤكّد منسّق التيار الوطني الحرّ في عشقوت، غسّان فهد لـ"الأخبار"، ذلك بعدما "مثّل تضامن الأحزاب قوّة في وجه أي صيغة تراعي التقليد السائد في البلدة منذ سنوات، ولا أحد يملك قوّة أو حصاناً رابحاً ليخوض أي معركة في وجهنا. طالب التيار بأربعة مقاعد من ضمنها نائب الرئيس، لكن القاضي فهد اعترض على العدد مطالباً بخفضه إلى ثلاثة أعضاء مقابل تمسّكه بأعضاء في المجلس البلدي الحالي". فيما يشير أديب فهد مسؤول القوات اللبنانيّة في البلدة إلى أن "للقاضي فهد رأياً في تشكيل البلديّة التي اتجهت إلى تكوين إئتلاف هو راعيه، وتوزّعت المقاعد بين العائلات والأحزاب".
لائحة توافق عشقوت أنجزت، حصل فيها التيار الوطنيّ الحرّ على ثلاثة مقاعد لقياديين فيه، وهم منسّق كسروان السابق جوزف فهد (في منصب نائب الرئيس)، مدير مكتب العماد عون في كسروان جورج دغفل، وعضو مجلس قضاء كسروان شربل أبي رزق. وحصلت القوات على ثلاثة مقاعد تمثّلت بمقعد الرئيس ألكسندر رزق (المرشّح النيابي السابق باسم الكتائب اللبنانيّة)، وإيلي سيف (عضو حالي في البلديّة)، وميراي شدياق الحاج (شقيقة الإعلامية مي شدياق). كذلك حصل القاضي فهد على ثلاثة مقاعد من ضمن حصّة المستقلين والعائلات وهم سامي فهد وسليم الشدياق وجان تابت وجميعهم أعضاء حاليون في البلديّة. كذلك تضم اللائحة المرشحين طوني خويري (كتائبي لكنه مرشح كممثل عن العائلة) وعماد فهد وشارل شدياق. ويُنافس اللائحة خمسة مرشحين منفردين.