أظهر الجو البيروتي ضعف علاقة منسّقيات المستقبل بالجمهور
مقالات مرتبطة
-
تداعيات معركة الخيارة: محاولة اغتيال المظلوم أسامة القادري
-
ضربة المعلم: هزيمة لـ«المستقبل» في قب الياس أسامة القادري
-
«بيروت مدينتي» تحتفل: التوجه نحو بلدية ظلّ هديل فرفور
مع ذلك، كان لافتاً تجنّب الحريري في خطابه الدخول في اشتباك مباشر مع أي من الشركاء في اللائحة. لكن ذلك لا يعني استمرار التحالفات «عالعمياني». فبعد بيروت، ستنتقل الانتخابات البلدية إلى جبل لبنان، حيث التحالف مع النائب وليد جنبلاط الذي بدا متفرجاً من بعيد في العاصمة، وكذلك القوات وحركة أمل. وهذا الأمر بحسب المصادر سيستدعي «إعادة النظر في هذه التحالفات».
ردّ الفعل الحريريّ لن يقتصر على الدورات المقبلة من الانتخابات البلدية، بل يتعداها، منذ الآن، إلى النيابية. فمصادر التيار الأزرق تؤكد أن «نتائج الانتخابات البلدية في بيروت والظروف التي أحاطت بها، ستنعكس، في الانتخابات النيابية المقبلة، على التعامل بين القوى التي ألفت لائحة "البيارتة"، ما يرجّح أن تنتج تحالفات بالمفرق وليس بالجملة حسب المناطق، وحسب المصالح الانتخابية»، خصوصاً أن «الشركاء، وخاصة المنحدرين من 14 آذار، لم يُثبِتوا في الانتخابات البلدية رؤية استراتيجية موحدة. فلائحة البيارتة تعرّضت للتشطيب من جانب القوات والعونيين وحركة أمل، كلّ لغاية في نفسه وبقرارات قيادية». وما جرى، بحسب المستقبليين، ليس أداءً عابراً، «بل أظهر محاولة لزعزعة زعامة الحريري، بهدف تحويله إلى قيادي محدود الزعامة في المكان والفاعلية».
جردة حساب الحريريين لنتائج انتخابات العاصمة لم تقتصر على أداء شركاء اللائحة. فعلامة الاستفهام الثانية التي طُرِحَت في وادي أبو جميل، بعد ساعات من انتهاء الاقتراع، كانت مستقبلية "داخلية". المشكلة لم تنحصر في تصويت الدائرتين الأولى والثانية، بل تعدّتها إلى الثالثة، "معقل التيار". وبالتالي فإن منطق الأمور يستدعي من الحريري، بحسب مصادره، «إعادة قراءة لكل الظروف والملابسات التي رافقت العملية الانتخابية لتحديد المسؤوليات الداخلية وكشف الخطايا والأخطاء التي مهّدت الى أن يكون الفارق بين اللائحتين أقل من 10 آلاف صوت»، بصرف النظر عن الملابسات التي أنتجتها مواقف «الشركاء» في اللائحة.
إضافة إلى التحالفات، على الحريري إعادة النظر بعمل الماكينة الإنتخابية والأداء السياسي
والسؤال المطروح يتمحور حول «مدى تأثير غياب الرئيس الحريري عن لبنان على قاعدته الشعبية»، علماً بأن هذا الغياب ليس السبب الوحيد لتقاعس البيروتيين عن الاقتراع للائحة «البيارتة». فإلى جانب هذا الغياب، لا تجد مصادر التيار حرجاً في انتقاد المجلس البلدي السابق المحسوب على المستقبل، انطلاقاً من «تجربته وما انطوت عليه من تقصير وتنازع صلاحيات مع المحافظ، وعدم تقديم إنجازات تُذكر في إطار ما كان مقرراً في المخطّط العام لمدينة بيروت». وهنا، يحصر العقل المستقبلي مشكلة المجلس البلدي السابق بعدم إنشاء "أنفاق وجسور وإنارة وتخطيط الشوارع، وإزاحة السيارات عن الأرصفة، وتعزيز النقل العام وإيجاد مرائب للسيارات في قلب المدينة وعند مداخلها للتخفيف من الزحمة»! يتحدّث هؤلاء بمنطق المحاسبة وكأن المجلس لم يكن يوماً محسوباً عليهم، أو أن الحريري كان غافلاً عمّا يفعله «المقصّرون» في المجلس، وهم في غالبيتهم محسوبون عليه.
إضافة إلى ذلك، أظهر هذا الجو البيروتي، بحسب مقرّبين من الحريري، عجز هيكلية المستقبل عن سدّ الفراغ الناجم عن غياب رئيس التيار، وسلبية حصر الحركة السياسية بالأمين العام للتيار أحمد الحريري، وضعف علاقة المنسقيات بالجمهور. كذلك فإن مراجعة عمل الماكينة الانتخابية والأداء السياسي، تبدأ بمقارنة بسيطة بين الجهد الترويجي الذي بذلته لائحة «بيروت مدينتي»، والجهد الذي بذل من أجل لائحة «البيارتة»، ليتبيّن أن الأولى كانت أنجح رغم كلفتها الضئيلة، بينما الثانية لا تكاد ترى ولا تترك انطباعاً ولا أثراً عند الآخرين رغم كلفتها العالية.
في نهاية قراءة النتيجة، يعود المستقبليون إلى ما يُطمئنهم. يقولون إن «الشعور لدى البيروتيين، كما في أي منطقة في لبنان، أن ائتلاف الأحزاب حول لائحة ما في أي انتخابات سيوفّر لها الفوز الأكيد، ما يغذّي خيار الاستكانة والابتعاد عن المشاركة». يراجعون نتائج الانتخابات البلدية السابقة، سواء مع الرئيس رفيق الحريري عام 1998 (لائحة عبد المنعم العريس) أو الرئيس سعد الحريري عام 2010 (لائحة بلال حمد). وفي الحالتين «لم تتجاوز نسبة الاقتراع عتبة الـ20 في المئة، ما يعني أن ما حدث في الانتخابات الحالية منطقي إلى حدّ كبير»!
النتائج الرسمية في بيروت
ظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البلدية في بيروت، وفق الآتي:
لائحة «البيارتة»:
أول 3 فائزين:
يسرى صيداني 47361 صوتاً موزعين وفق الآتي: (الدائرة الأولى: 7211، الدائرة الثانية: 9242، الدائرة الثالثة: 30908)
محمد سعيد فتحة: 46705 أصوات (6194، 9372، 31139)
جمال عيتاني: 45872 صوتاً (6196، 9180، 30496)
آخر 3 فائزين:
مغير سنجابة: 40652 صوتاً (6029، 7353، 27270)
راغب حداد: 40308 أصوات (6862، 8300، 25146)
ايلي يحشوش: 39173 صوتاً (6840، 8083، 24250)
بيروت مدينتي:
أول 3 أعضاء في اللائحة:
ابراهيم منيمنة: 31848 أصوات (9094، 4355، 18399)
نادين لبكي: 31738 صوتاً (9862، 4506، 17370)
منى الحلاق: 30820 صوتاً (9096، 4179، 17545)
آخر 3 أعضاء في اللائحة:
ليون تلفزيان: 28475 صوتاً (9062، 4048، 15365)
يوركي كيروز: 28313 صوتاً (9211، 3994، 15108)
إيمان الحسن: 28185 صوتاً (8674، 3955، 15556)