للمرة الثانية، مثل أمس نعيم محمود (الملقب بنعيم عباس) أمام المحكمة العسكرية كمتّهم بالتورط في أحداث عبرا. في المرة الأولى مثل شاهداً في قضية الناشط في «النصرة» إيهاب الحلاق والمسؤول الإعلامي للجبهة عبيدالله زعيتر اللذين أفادا عن مشاهدتهما لـ»أبو خالد المقدسي» في مضافة أبو مالك التلي في القلمون. باستعراض استجوابات الموقوفين، لا يبدو واضحاً الجرم الذي ارتكبه «أبو إسماعيل» في إطار حركة أحمد الأسير. لكن لا بد لصاحب الملف الاتهامي الممتد على 280 صفحة، أن يكون «جسمه لبيس» ولو بنحو غير مباشر.
في النبذة المختصرة عن حياته، سرد عباس أنه «فلسطيني. بدأت بالنضال منذ نعومة أظافري. انتميت إلى فتح ثم انتقلت إلى الجهاد الإسلامي عام 1990. في تلك الفترة تدربت على السلاح الفردي ثم على إطلاق الصواريخ. عندما أطلقتها من الجنوب باتجاه فلسطين المحتلة عام 2002، كان القرار من رأسي وعندي خبرة». عند تحرير الجنوب «فتت على كل الضيع من عام 2000، وكنت من أوائل الداخلين إلى القرى التي أعرفها كلها، ما عدا الخيام». يستفسر إبراهيم عن قصده. «القاضي أبو غيدا حطّ تفجير الإسبان بي». رسمياً، انضم عباس إلى «القاعدة» عام 2005 بتجنيد من أمير القاعدة الفلسطيني صالح قبلاوي (أبو جعفر) الذي شاركه في إطلاق صواريخ عام 2002. بناءً على دعوة من أبو مصعب الزرقاوي، زار العراق ومكث شهرين التقى خلالهما بقياديين إلا الزرقاوي الذي نقل إليه عبر قبلاوي رغبته في تنظيم العمل في جنوب لبنان.

لو كنت موجوداً
في عبرا لشاركت في القتال ضد الجيش

«اتفقنا على إطلاق صواريخ منظم». حتى الآن لا يزال عباس في «القاعدة». «كتائب عبدالله عزام هي جزء منها». مهمتها «القيام بأعمال عسكرية من الجنوب ضد اليهود بتمويل من ماجد الماجد». الأموال كانت تؤمن عبر توفيق طه في عين الحلوة. عبس عباس عند سؤاله عن أسامة الشهابي. «ما لي علاقة فيه». العبوس يحيله بسمة ساخرة لدى سؤاله عن آخرين. «مين بلال بدر؟ ولا علاقة لي بهيثم الشعبي».
علاقة عباس بدأت مع «النصرة» بعد «الانتفاضة في سوريا». تواصل مع التلي وأبو عبدالله العراقي (من «داعش»). معهما، اتفق على «تفجير أماكن لحزب الله بطلب من العراقي ومحمد الجولاني». قال عباس إنه كان موجوداً في سوريا خلال الاشتباك بين أحمد الأسير وسرايا المقاومة في 18 حزيران وخلال معركة عبرا. ما الدليل؟ «واحد مطلوب مثلي شو بدو يكون لديه دليل؟!» تساءل بابتسامة. لكن «لو كنت هنا ممكن كنت أشارك. كنت أتمنى لو يستمر الاشتباك تبع شقق حزب الله. كان مع الأسير حق. لو كان هناك واعون معه لكان أكمل الاشتباك». استفاض بتحليله، معتبراً أن «طرفاً ثالثاً دخل بينه وبين الجيش وقاد إلى المعركة». يوقن «من معرفتي بحزب الله بأنه ليس بالغباء أن يدخل باشتباك مع أي قوى سنية». بعد أربعة أيام، عاد عباس إلى عين الحلوة. استبعد أن يكون جند الشام أو توفيق طه قد شاركا في الاعتداء على حاجز الجيش في التعمير. «توفيق ليس له علاقة بالشعبي وليس من طبعه الاعتداء على الجيش». لكن «تداخل الملفات الإرهابية من عين الحلوة إلى عبرا، أقحم اسم عباس الشائعة علاقته بالقياديين الإسلاميين في المخيم الذين بدورهم دعموا الأسير وأمدّوه بالسلاح وفتحوا الاشتباك بالتزامن مع معركة عبرا» بحسب مصادر مواكبة للقضية.
وباسم وكلاء الدفاع عن موقوفي عبرا، طلب المحامي محمد المراد من العميد إبراهيم إمهالهم عشرة أيام لإعداد أدلة الدفاع بعد ختم مرحلة الاستجواب. في 9 حزيران المقبل، تبت الهيئة مصيرها. في جلسة أمس، استجوب المدعى عليه المخلى سبيله راشد شعبان، أحد مموّلي حركة الأسير. أكد أنه كان بنفسه يسجل الأسيريين الذين كانوا يحصلون على السلاح من المسجد. «مئة شخص معهم سلاح بعد حادثة حي التعمير». ولفت إلى أن فادي السوسي ومحمد النقوزي كانا يدربان على الرشاش الحربي في الطبقة الأرضية من المسجد. في ملفين متفرعين من الملف الأساس، استجوب إبراهيم موقوفين أوقفوا تباعاً بعد أشهر من المعركة، منهم أدهم الزعتري والفلسطيني محمد عبد الوهاب جبر. بتعداد المدعى عليهم في الملف الرئيسي، تبين سفر المخلى سبيله أحمد هاشم الذي ورد ذكره في استجواب الموقوفين، بأن الأسير وفضل شاكر ومرافقيهما لجأوا إلى شقته حيث حلقوا ذقونهم وبدلوا ملابسهم وانتقلوا إلى شرحبيل. وللمرة الثانية، لم يحضر هادي القواص المخلى سبيله أيضاً.