قبل عام، وقف رئيس بلدية بيروت بلال حمد عند شاطئ الرملة البيضاء، "مُبشّراً" أهالي بيروت المُحتفلين بـ"إربعة أيوب"، بقرار استملاك عقارات المسبح الشعبي. وقتها، استغلّ المناسبة ليخبر الأهالي كيف "اكتشف أن المسبح الشعبي هو عبارة عن عقارات خاصة"، وأن "البلدية لا يحق لها أن تمنع أحداً من استعمال ملكه الخاص"، قبل أن "يُطمئن" إلى أن البلدية "الحريصة على التراث والتاريخ"، تُريد الحفاظ على المسبح الشعبي وعلى تقليد "المفتقة" في آخر أربعاء من كل نيسان. حينها، سوّق الاستملاك "إنجازاً" يقتضي إضافته الى بنود الاحتفال.أمس، أحيت "رابطة أبناء بيروت" مناسبةَ "اربعة أيوب" السنوية عند شاطئ الرملة البيضاء. لم يحضر حمد ليُخبر الأهالي أن البلدية تنوي دفع نحو 120 مليون دولار من جيوبهم ثمناً للرمل! حضر ممثله عصام علي حسن الذي نقل عنه تحياته الموجهة باسمه وباسم المجلس البلدي "إلى دولة الرئيس سعد الحريري الذي يُتابع عن كثب كل ما يؤمّن لبيروت وأهلها أعلى درجات الطمأنينة والاستقرار (...) التزاماً بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
انتو مش تيار مستقبل، ما فيكن تبيعوا على الشاطئ، هون الأملاك للحريري

جزء كبير من المُحتفلين لم يكونوا على دراية بقرار الاستملاك، ولم يبدوا أيّ ردّ فعل. "ما في مالك وما في مصاري، هيدي لأهالي بيروت طول عمرها، عملوها شكليات ليقولو إنو استردوا الملك العام"، تقول المرأة المُشاركة في مسابقة "المفتقة". "التسليم" بأن الشاطئ لأهل بيروت وأن الجهة السياسية التي انتخبوها لن تفرّط فيه يترجم عبر شهادات الكثير من المُشاركات. لكنّ هناك قراراً بدفع ملايين الدولارات لقاء هذا المسبح؟ "مش مزبوط، أصلاً الرمل كيف بينباع؟". فيما يذهب البعض إلى القول: "إذا في مصاري ليخلونا نتسبّح ببلاش ليش لاء؟". ربما لأن حمد لم يُخبرهم بالقوانين التي تحفظ الشاطئ الرملي من دون أن تتكبد البلدية عناء "التعويض" لصاحب الأرض، انطلاقاً من أن من اشترى هذه العقارات الممنوع استثمارها أو البناء عليها أو إقفالها في وجه العموم، عليه أن يتحمل مسؤولية رهانه برفض الترخيص له أو إدخال أي تعديلات على القوانين والمراسيم التي تحمي الشاطئ وتحمي الملك العام.
وإذا كان حمد وتيار المستقبل مصدر معلومات هؤلاء حول ملفات مدينتهم، فإن أمام من يطرح نفسه بديلاً أو منافساً لهم، تحديات تتمثّل بالوصول إلى هؤلاء و"تصحيح" المعلومات. حاولت حملة "بيروت مدينتي" أمس استغلال المناسبة، نصبت خيمة ضمن خيم المعرض لتعرّف الناس بالحملة، وكان مقرراً أن يلقي رئيس اللائحة إبراهيم منيمنة كلمة قبل أن "تُمارس ضغوط على رابطة أبناء بيروت ونُمنع من إلقاء كلمتنا"، وفق ما يقول ناشطو الحملة.
كذلك مُنعت الحملة من وضع عربة تابعة لها لبيع عصير الليمون على شاطئ الرمل. "انتو مش تيار مستقبل، ما فيكن تبيعوا على الشاطئ، هون الأملاك للحريري"، أخبر عدد من العناصر الموجودين على الشاطئ ناشطي الحملة حرفياً، وفق ما نقلت إحدى الناشطات، و"درءاً للمُشكلة، عمدنا إلى إزالة العربة". كذلك "حُرمت" الحملة وضع "يافطتها" في مكان بارز. ولأن الحملة مُلتزمة قرار "عدم الصدام"، جلس الناشطون في مكان "مُنزوٍ" واكتفوا بممارسة نشاط رسم مع عدد من الأطفال. في هذا الوقت، كان عنصر "ضخم" يتحدّث على الهاتف مع أحدهم ويُخبره بأن "الوضع ماشي ومنعناهم من نصب خيمهم على الشاطئ".
"سأنتخب لائحة البيارتة فقط"، تقول رئيسة "جمعية اللجنة النسائية في الطريق الجديدة" والناشطة في لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين القدامى سلوى حبلي. يعني ستنتخبين "سوليدير" التي تهاجمينها في الاعتصامات؟ نسألها ممازحين، فتجيب: "ذهبنا 40 جمعية إلى الشيخ سعد وقلنا له إذا بدها سوليدير تكفّي ع بقية المناطق لن ننتخب، لكنه قال لنا إنه سيعمل على نهضة البنى التحتية للطريق الجديدة".