في اليوم السادس عشر، أعلن أسرى سجن النقب الصحراوي انضمامهم أمس إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه باقي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رغم الأنباء التي تحدثت عن إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، والتي سيفرج خلالها عن نحو 1000 أسير. تزامن هذا مع اعتصام عدد من شباب فلسطينيي 48 تضامناً مع الأسرى.الأسرى في سجن النقب أرسلوا رسالة وصلت إلى «الأخبار»، رحبت فيها الحركة الأسيرة هناك بصفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأكدوا وحدة الحركة الأسيرة التي تخوض حرب الأمعاء الخاوية. أمّا رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، فقد تحدث لـ«الأخبار» عن تأثير صفقة التبادل على الأسرى، مؤكداً أن الصفقة لم تتأثر بالإضراب، لكنها تؤثر عليه بكل تأكيد وعلى نحو سلبي تماماً.
فارس رأى أن خروج أخبار الصفقة يعدّ بمثابة «هزة أرضية» ضربت كل السجون والمعتقلين المحتجزين فيها، ما بين متفائل بالإفراج ومتشائم بعدمه، واصفاً الحالة الآن في السجون بحالة من «التشويش الشديد».
بدوره، حذر مركز الأسرى للدراسات، من «ترهل» حملات التضامن مع إضراب الأسرى في يومه السادس عشر على التوالي، في ظل أخبار الصفقة التي أعلنها والتي تقتضي بتبادل الجندي الإسرائيلي شاليط بنحو ألف أسير.
من جهته، طالب مدير المركز، رأفت حمدونة، المؤسسات العاملة في مجال الأسرى بتكثيف الفعاليات في هذه الأوقات «العصيبة» على الأسرى وذويهم، داعياً كل الفلسطينيين للتوجه الى خيام الاعتصام والمساندة في كل المدن الفلسطينية «حتى انتصار الأسرى على السجان وتحصيل كل حقوقهم التي دخلوا الإضراب من أجلها، وعلى رأسها إنهاء سياسة العزل الانفرادي».
أما مدير مركز «حريات» لحقوق الإنسان، حلمي الأعرج، فقد اتهم الحكومة الإسرائيلية بالسعي «إلى التشويش على الإضراب والقول إنه انتهى»، وإرباكهم من خلال موافقتها على إبرام صفقة التبادل. يذكر أن الإضراب التجاري لمدة ساعتين عمّ كل محافظات الضفة الغربية، أمس تضامناً مع الحركة الأسيرة.
وفي حيفا، يعتصم ويضرب عن الطعام عدد من شباب فلسطينيي 48 تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. خطوة أدّت إلى جرّ تضامن في أكثر من مكان، حيث انطلقت مسيرة أمس في يوم التضامن مع الأسرى السياسيين وجملة من النشاطات المشابهة.
وفي حديث إلى «الأخبار» عدّدت المحامية عبير بكر، المتخصصة في شؤون الأسرى السياسيين، ومحررة كتاب «تهديد: الأسرى السياسيون الفلسطينيون في إسرائيل» إلى جانب محاضرة الفلسفة عنات مطر (بلوتو براس 2011)، معاناة الأسرى بقولها «العزل الانفرادي المستمر هو أصعب ظروف الأسر التي يعانيها بعض الأسرى. يضاف إليه طبعاً منع الزيارات العائلية (لأهالي غزة تحديداً)، تقييدات على التواصل العائلي عبر الرسائل، عقوبات مادية، رفض الإفراج المبكر، منع الأسرى من ملامسة ذويهم، إهمال طبي وغيره من الظروف الصعبة»، مشددة على أنه «وجب التوضيح أن معاناة الفلسطيني تبدأ منذ لحظة الاعتقال الأولى، التي غالباً ما تمتاز بظروف اعتقال صعبة واستعمال وسائل تحقيق غير قانونية، تصل أحيانًا إلى حد التعذيب وليس فقط سوء المعاملة».
وتشدد بكر على أن «إساءة معاملة الأسرى ازدادت حدة مع إحياء الذكرى الخامسة لأسر (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط. وتم حرمان الأسرى من التعليم الجامعي، وقطع المحطات الفضائية عنهم، وتقليص مدة الزيارة العائلية، وفرض قيود جديدة عديدة من حيث كيفية إدارة الحياة داخل الغرف، وإغلاق حسابات الكانتينا (دكان السجن)، التي يتلقى عبرها الأسرى الأموال لإدارة حياتهم ومنع إدخال الكتب والصحف».