تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة حراكاً دبلوماسياً أميركياً وأوروبياً لإحياء المفاوضات، وتجنب التوجّه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، الذي ترفضه واشنطنبالتزامن مع نيّة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والمبعوث الأميركي ديفيد هيل زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن واشنطن «لا تزال تركز على استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل، وتعارض خيار التوجه الى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية».
وقال عريقات، في اعقاب لقاء الخميس في مقر السفير الفلسطيني في عمان بين الرئيس محمود عباس والمبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل والقنصل الأميركي العام في القدس دانيال روبنستاين، «بُحث تعثر عملية السلام»، مؤكداً أن «الإدارة الأميركية لا تزال تركز في هذه المرحلة على ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على اساس خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بإقامة دولتين على حدود 1967». واضاف إن عباس اكد للسفير الأميركي أن «استئناف المفاوضات يحتاج الى موافقة الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على مبادئ الرئيس أوباما بإقامة دولتين على حدود عام 1967 ووقف الاستيطان».
بدوره، دعا وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الاتحاد الأوروبي في مدريد الى الاعتراف بـ «شكل جماعي» بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967. وأضاف «نأمل أن تكون اسبانيا في مقدمة دول الاتحاد الأوروبي على طريق الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967، من خلال أداء دور فاعل تعترف به كل دول الاتحاد الأوروبي». في هذا الوقت، ذكرت مصادر اعلامية إسرائيلية أن نتنياهو تعتريه الكثير من المخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة هذا الصيف، قبل اعلان قيام الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن مسؤولين اسرائيليين قولهم إن «بنيامين نتنياهو يخشى انه لن يكون قادراً على وقف ما سيحدث في أيلول».
وبحسب قول مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة «فإن نتنياهو يبذل جهداً لإقناع الدول الأوروبية بأنه إذااندلعت المواجهات عقب إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، فإن اسرائيل سترد بالطريقة المناسبة». فيما قالت عضو الكنيست داليا ايتسيك، من جهتها، ان «إسرائيل ليس لديها حليف واحد في العالم نتيجة سياسة نتنياهو المدمرة». وقد عرضت المؤسسة الدفاعية في اسرائيل على صناع القرار عدداً من السيناريوات المحتملة هذا الصيف، حيث يتوقع مسؤولون اسرائيليون اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والعرب في الداخل من جهة، والفلسطينيين في الضفة وغزة من جهة اخرى. من بين السيناريوات المحتملة قيام الآلاف من الفلسطينيين بمسيرات ضخمة تؤدي الى مواجهات مع جيش الاحتلال حسب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين، الذين أضافوا ان هناك تخوفاً من أن ينضم فلسطينيو 48 للاحتجاجات المنادية بدولة فلسطينية، ما سيؤدي إلى عدم الاستقرار الداخلي والخارجي في هذا الوقت الحساس.
المسؤولون الاسرائيليون قالوا إن «اسرائيل تخشى ايضاً من احتمال أن يؤدي الإعلان الفلسطيني عن الدولة الى فقدان شرعية اكثر من 250 الف يهودي يعيشون في أحياء القدس خارج حدود عام 1967 مثل مستوطنات غيلو وراموت، وهار حوما، للعيش في تلك المناطق». وأضافوا «إنها مشكلة خطيرة جداً، وإنه لا يزال من غير الواضح كيف سيجري التعامل معها».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)