هل يخسر يوآف غالنت منصب رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي؟ سؤال حضر بقوة أمس على جدول الأعمال في إسرائيل، في ضوء التقارير الإعلامية التي أشارت إلى التحقيق الذي يجريه مكتب مراقب الدولة الإسرائيلي ميخائيل ليندنشتراوس في مخالفات ارتكبها غالنت، تتمثل في استيلائه على أراضي دولة بطريقة غير قانونية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إلغاء تعيينه ومنع تولّيه رئاسة الأركان. فقد استدعى القاضي المتقاعد ليندنشتراوس، غالنت إلى استجواب الأسبوع المقبل، ليدلي خلاله بروايته عن عدد من الشكاوى ضده قدمتها جهات مختلفة إلى المراقب. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر رفيعة المستوى في مكتب المراقب قولها إن «المواد التي جُمعت من خلال تدقيق المراقب هي مواد خطيرة للغاية، وغالنت لا يمكنه أن يكون رئيساً لأركان الجيش». ويتوقع أن يقدم محامي غالنت، الدكتور دوري كلغسبلد، لمكتب مراقب الدولة موقف غالنت خطياً حيال قضية الأراضي بجوانبها المختلفة. وطالب المراقب غالنت بالتطرق في ردّه على الدعاوى ضده، إلى حصوله على أراض بمساحة 35 دونماً في بلدة «عميكام» التي يسكن فيها، وإلى «غزوه» أراضي أخرى بمساحة 28 دونماً قريبة من أرضه وتأخّره في إخلائها.
وقدم أصحاب أراض شكاوى ضد غالنت، والتمسوا لدى المحكمة العليا التي طالبت السلطات قبل أسبوعين بإيضاحات بشأن المخالفات التي ارتكبها غالنت.
وكان الوزير ميخائيل إيتان، من حزب «الليكود»، الوحيد الذي عارض تعيين غالنت رئيساً للأركان خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي أقرّ التعيين.
ولم تستبعد مصادر في المؤسسة القضائية ألا ينتهي تدقيق المراقب وألّا يقدم المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشطاين توصياته قبل موعد تولّي غالنت رئاسة الأركان في 14 شباط المقبل. وتشير التقديرات إلى أنه في هذه الحالة سيطالَب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي بالبقاء في منصبه إلى حين اتضاح النتيجة النهائية للتحقيقات في قضية غالنت. أما إذا تقررت تنحية غالنت عن منصبه الجديد، فسترتفع أسهم منافسيه السابقين، قائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، ونائب رئيس الأركان السابق بيني غينتس.
وفي ضوء التطورات الجديدة التي شهدتها قضية غالنت، يسود الارتباك قيادة الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي عبّر عنه مسؤول أمني رفيع المستوى، لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، بقوله إنه لم يسبق للجيش الإسرائيلي أن وقف هذا الموقف، بحيث إنه قبل لحظة من تعيين رئيس الأركان تهبّ عاصفة تضع الجيش كله في موقع إشكالي جداً.
في موازاة الارتباك داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، شنّ عدد من المعلّقين والمحللين انتقادات لاذعة على تعيين غالنت، كان أشدّها الهجوم الذي شنّه المحلل السياسي في معاريف، بن كسبيت، الذي قال إن غالنت لا يمكنه أن يكون رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، لأن شخصيته، كما ترتسم من الحقائق على الأرض، ليست شخصية رئيس الأركان، بل شخصية شريف في الغرب المتوحش. وأضاف بن «ليس فيه مستوى أخلاقي يسمح له بأن يبعث بأبنائنا أو بناتنا إلى مهمات لن يعود منها بعض منهم». وتابع «غالنت لا يمكنه أن يكون رئيساً لهيئة الأركان العامة، لأنه كذب على محكمة العدل العليا، ولأنه كذب، لا يمكنه أن يقود جنودنا». بدورها، قالت صحيفة «هآرتس»، في افتتاحيتها، إن «الساعة تدق، وليس هناك رئيس أركان. على غالنت أن يقدم أجوبة مقنعة، وإذا لم يفعل ذلك، يجب أن يسلّم منصبه إلى من لا يثير سلوكه علامات استفهام».