إسرائيل مستنفرة، كون «أمنها القومي» في خطر؛ خطر ليس مصدره استعداد المقاومة الفلسطينية للقيام بعملية نوعية، ولا لأن إحدى جبهاتها تستعدّ للمعركة الكبرى، بل لأنّها باتت في مواجهة مع مواطنين أجانب قرروا تحدّي الاحتلال، والقدوم إلى فلسطين عبر مطار بن غوريون في تل أبيب، في إطار حملة «أهلاً بكم في فلسطين» في عامها الثالث على التوالي. الاستنفار الإسرائيلي الأمني والسياسي والاعلامي تُرجم حملة شعواء ضدّ 1500 مواطن، بينهم 500 إلى 600 فرنسي، والآخرون من أوروبا وأميركا الشمالية واللاتينية، لم يصل منهم إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة حتى الآن سوى 25 متضامناً استطاعوا الإفلات من أيدي الأمن الإسرائيلي. ورغم احتجاز أكثر من 60 متضامناً أجنبياً، وترحيل 100 آخرين، واعتقال إسرائيليين مناهضين لسياسات الاحتلال، لا يزال الفلسطينيون بانتظار وصول المزيد في إطار الحملة التي تُنظَّم بين 15 و22 نيسان الجاري. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، إنّ 51 من المحتجزين هم فرنسيون، بينما يوجد 11 بريطانياً و6 إيطاليين وإسبانيان وخمسة كنديين، وثلاثة من سويسرا والبرتغال والولايات المتحدة. ومن بين المرحَّلين، 18 شخصاً أجبروا على العودة إلى الأماكن التي قدموا منها، بينما رفض 60 آخرون المغادرة طوعاً، فأُخذوا إلى مركزين للاحتجاز في تل أبيب. وكان عدد من شركات الطيران الأجنبية متواطئاً مع سلطات الاحتلال، إذ أقدمت شركات «إير فرانس» الفرنسية و«إيزي جت» و«جي 2. كوم» البريطانيتان، و«لوفتهانزا» الألمانية و«توركيش إير لاينز» التركية، على إلغاء بطاقات سفر لركاب وردت أسماؤهم على قائمة «أشخاص غير مرغوب فيهم» نشرتها تل أبيب.
وندد منظمو الحملة الفلسطينية بـ«عنصرية إسرائيل»، وقالوا «لقد انكشفت عنصرية إسرائيل وبعض شركات الطيران في إطار العمليات المشتركة للاستخبارات الإسرائيلية وشركات الخطوط الجوية لمنع الناس من التوجه الى فلسطين». وكان هؤلاء قد ندّدوا في وقت سابق في بيان بـ«الإجراء غير القانوني الجديد» الذي قامت به السلطات الإسرائيلية، حين أرغمت المسافرين على توقيع «إعلان بأنهم لن يتصلوا أو يتعاونوا مع أعضاء منظمات مؤيدة للفلسطينيين». والمطارات التي شهدت منعاً للمسافرين من التوجه إلى فلسطين المحتلة كانت رواسي في باريس وبروكسل وجنيف وروما واسطنبول.
وقد تمّ نشر مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية في المطار، بدءاً من يوم الأحد، وقدرت إذاعة الاحتلال عددهم بـ 650 عنصراً، غالبيتهم في زي مدني. وطوال يوم الأحد في مطار بن غوريون، كان هناك نشطاء من اليمين الإسرائيلي الذين هتفوا ضد النشطاء الأجانب المعتقلين.
أما الذين نجوا من حصار دولة الاحتلال وشركات الطيران، ووصلوا بالفعل إلى الضفة الغربية، فقد ساروا بحسب البرنامج الموضوع مسبقاً، وانطلقوا باتجاه الخليل، وتحديداً إلى بلدة بيت أُمّر، حيث زرعوا الأشجار مع المزارعين الفلسطينيين، وتعرفوا إلى البلدة القديمة، وجدار الفصل العنصري، ومستوطنة كريات أربع وسط المدينة، وإجراءات الاحتلال الأخرى.
أمر آخر أثار اهتمام المنظمين، وهو الوعي الأكبر في الشارع الأوروبي بخصوص الفاشية الإسرائيلية، والأهم أن المواطن الأوروبي نفسه بات يشعر بأن حكومته ترضخ بسهولة لإسرائيل، حتى وإن كان الأمر مخالفاً للقوانين الأوروبية، وبالتالي بات يسأل «أين كرامتنا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)



وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة ساخرة، خاطب فيها المتضامنين الأجانب في إطار حملة «أهلاً بكم في فلسطين». وجاء في رسالة نتنياهو «كان بإمكانك (المتضامن) أن تختار استنكار الوحشية التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه يوماً بعد يوم، ما أدى الى مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، وكان بإمكانك أن تختار استنكار الحملات الهمجية التي يقوم بها النظام الإيراني ضد مظاهر المعارضة ودعمه للإرهاب في كل أنحاء العالم». وأردفت الرسالة «كان بإمكانك أن تختار استنكار حكم حماس في غزة، حيث ترتكب المنظمات الإرهابية جريمة حرب مزدوجة من خلال إطلاق الصواريخ على مدنيين إسرائيليين والاختباء وراء ظهور المدنيين الفلسطينيين».
(يو بي آي)