خلصت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى ان الشكر الذي أبداه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك للادارة الاميركية على دعمها لمنظومات الاعتراض الصاروخي، يكشف من ناحية عملية، وغير رسمية، عن ان تل ابيب تنازلت عن مناورتها بالعمل وحدها ضد ايران بدون اذن مسبق من الولايات المتحدة، وأكدت أن اي ضربة قد تأجلت الى ربيع العام 2013. ولفتت «هآرتس» الى أن إعلان المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل، ان وزارة الدفاع الاميركية «ستطلب من الكونغرس المصادقة على تمويل مناسب لشراء منظومات اضافية من انظمة الاعتراض الصاروخي بما يتلاءم مع مطالب اسرائيل وقدرة انتاجها»، ومبادرة باراك الى الشكر العلني لـ«بانيتا ونفسه»، بعد 38 دقيقة من البيان الاميركي، يعيدان منطق شن هجوم جوي على ايران الى «المخازن والجوارير». وشددت على انه بالرغم من عدم الغاء خيار الحرب، إلا انها بالتأكيد تأجلت الى فترة لاحقة، وان طائرات سلاح الجو لن تقلع هذه السنة باتجاه ايران. ونتيجة لذلك، لم تستبعد الصحيفة امكانية، الاعلان في وقت ما، عن صفارة التهدئة.
بموازاة ذلك، اشارت «هآرتس» الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما، يمكنه ان يقدم نفسه درعاً واقية عن اسرائيل في مواجهة الصواريخ الايرانية، وخصوصاً أنه في نهاية شهر تشرين الاول المقبل، اي قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية الاميركية، ستجري في اسرائيل والشرق الاوسط مناورة «تحد متواضع 12»، بمشاركة 4000 جندي من قيادة اوروبا والاسطول السادس.
ورأت «هآرتس» انه بالرغم من ان الاسرائيليين جنرالات، واكثر من ذلك، الا انه في المقابل، «هناك حدود لعض اليد التي تطعمك، لأن هذه اليد يمكن ان تضرب» ايضاً. ورأت الصحيفة انه عندما يشكر باراك ادارة اوباما على «المساعدة لتعزيز امن اسرائيل» فهو يتنازل عن المناورة للعمل ضد ايران بدون اذن مسبق، قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل، وتأجيل للحرب الى ربيع العام 2013.
في سياق متصل، سرَّبت الادارة الاميركية تقريراً يكشف عن محدودية القدرة الاسرائيلية على إلحاق اضرار جوهرية بالبرنامج النووي الايراني، من دون دعم ومشاركة الولايات المتحدة، اذ حذر تقرير صادر عن مركز ابحاث الكونغرس من أن توجيه ضربة اسرائيلية لايران لن يتمكن من عرقلة البرنامج النووي لأكثر من ستة اشهر فقط. ونقلت «هآرتس» عن مسؤول اميركي رفيع المستوى قوله للباحثين في الكونغرس أن أي هجوم لا يضرب منشآت انتاج اجهزة الطرد المركزية سيقلل من المدة الزمنية اللازمة لاصلاح المنشآت النووية الايرانية. وأشارت «هآرتس» الى ان تل ابيب وواشنطن لا تعرفان كل مواقع هذه المنشآت.