أجمعت الصحافة الاسرائيلية على محدودية قدرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتمتع بكفاءات إعلامية استثنائية، على مواجهة حملة الابتسامات التي خاضها الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني. ورأى حامي شاليف في صحيفة «هآرتس»، أن نتنياهو سيحتاج هذه المرة الى أكثر من رسم قنبلة، كما فعل في أيلول من العام الماضي، لافتاً الى أن تحذيراته من نوايا طهران للحصول على سلاح نووي، تكاد لا تبلغ درجة الخبر الإعلامي.
وأضاف شاليف أن الحزب الجمهوري الذي كان يقف مثل صخرة صلبة الى يمين نتنياهو في كل مواجهاته السابقة مع الادارة الأميركية، ممزق اليوم من الداخل عبر فصيلة متطرفة فوضوية ترى أن قانون اوباما الصحي، لا نوايا ايران النووية، هو «الشيطان الأكبر»، وان كل الوسائل مُباحة من اجل القضاء عليه. واضاف شاليف أن «رؤساء جماعة الضغط الموالية لاسرائيل، أي حلفاء نتنياهو الأبديون، ما زالوا يلعقون جراحهم بعد وقوفهم المعلن مؤيدين اقتراح اوباما الهجوم على سوريا، وهم بالتأكيد الان يندمون على ذلك».
الى ذلك، قال شاليف إن «الورقة الأخيرة التي بقيت بيد نتنياهو هي التهديد بهجوم عسكري اسرائيلي، وإن تكن قوتها قد تراجعت، في وقت ينتظر فيه العالم كله، في حالة تأهب، البشائر من حكام طهران المحنكين». ورأى ايضاً أنه «حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، في جنيف، حيث ستقدم طهران مقترحاتها لتسوية الأزمة النووية، سيضطر نتنياهو إلى الاكتفاء بالمراقبة متنحياً يقضم أظافره ويرجو الخير. وفي الوضع الحالي حيث عيون أميركا متطلعة الى مناطق أخرى، سيضطر نتنياهو الى ان يجلب معه قنبلة موقوتة حقيقية، بدل تلك المرسومة على لوحة كما فعل العام الماضي». من جهته، رأى حاييم شاين، في صحيفة «اسرائيل اليوم»، أن «روحاني ضلل بأسلوبه اللطيف الناعم أكثر زعماء العالم، والخشية الآن من أن يتبنى أبو مازن والفلسطينيون هذا الاسلوب الناعم المخادع لإحراج اسرائيل ونيل عطف العالم». وقال «منذ قرون لم يوجد قائد كبير محنك بهذا القدر، نجح بأن يضلل زعماء ورؤساء دول بابتسامات مزدوجة المعاني وكلام ناعم وحديث لطيف عن المصالحة». وأقر شاين بان مهمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ستكون صعبة ازاء الرئيس الايراني، الذي «جند الى جانبه روحاً مضللة، هي روح مسكِرة تشوش عقول زعماء كثيرين في العالم».
بدوره، دعا بن درور يميني، في صحيفة «معاريف»، القيادة الاسرائيلية الى الإنصات إلى الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، (آمان)، عاموس يادلين، الذي اقترح «إعطاء فرصة لاتفاق حتى لو كنا نقدّر بأن الخطوة الإيرانية هي بمثابة خدعة، فلكشف الخدعة ستكون فضائل استراتيجية».
الى ذلك، رأت «يديعوت آحرونوت» في مقالتها الافتتاحية، أن «العالم قد تغير حقاً، لجهة أنه غارق في أزمة اقتصادية عميقة، والولايات المتحدة يقودها رئيس يصغي الى صوت شعبه، الذي شبع من الحروب، فيما تحاول روسيا في مقابل ذلك العودة بكامل قوتها الى أيامها السابقة. وفي عالم كهذا من الواضح ان اوباما سيضغط على اسرائيل لتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين، مقابل معالجة المشكلة الإيرانية».
ولفتت أيضاً الى ان «ايران تستغل جيداً التعب العالمي والضعف الأميركي، وهو اجراء مخطط له يوفر للايرانيين الوقت قبل كل شيء. وسيصعب جداً على اسرائيل في الجو الحالي ان تهاجم المنشآت النووية الايرانية». كذلك رأت «هآرتس» أن «لاسرائيل مصلحة في نجاح المساعي الدبلوماسية على الجبهتين الإيرانية والسورية»، مشددة على انه «ليس بوسع نتنياهو أن يبعث الى المعركة بطيارين أميركيين ويدعو الأمة التي لم تنتعش بعد من تدخلها الفاشل في افغانستان والعراق، الى ان تأخذ على عاتقها التزاماً عسكرياً واقتصادياً».
ولفتت «هآرتس» الى أنه «حتى لو كان نتنياهو مقتنعاً بنجاعة عملية عسكرية اسرائيلية ضد المنشآت النووية الايرانية، لكن لا يمكنه ان يعرف ماذا سيكون الرد الايراني والعالمي على مثل هذه الضربة».