لا تزال عمليات الطعن وإطلاق النار مستمرة في الضفة والقدس المحتلتين، برغم كل الإجراءات الأمنية «الوقائية» التي اتخذتها شرطة العدو في القرى المحيطة بالقدس. فقد نفذ أمس، الشهيدان عبد الملك أبو خروب (19 عاماً) ومحمد الكالوتي (21 عاماً) من بلدة كفر عقب شمال القدس، عملية إطلاق نار مزدوجة على حافلة لمستوطنين يهود. لم تسفر العملية عن إصابات خطيرة في صفوف المستوطنين، وخلال إطلاق شرطة العدو النار على الشهيدين أصابت الرصاصات مواطنا فلسطينيا كان ماراً في المكان.
وقالت شرطة العدو إن الشهيدين «فتحا النار من سيارتهما على حافلة في حي لليهود المتدينين في شمال القدس، فتوقف سائق سيارة مسلح ورد على إطلاق النار. عندها هرب المهاجمان باتجاه المدينة القديمة وأطلقا النار مجددا، قبل تحييدهما».
بعد نصف ساعة، من عملية القدس، حاول الفتى أحمد عامر (16 عاما) تنفيذ عملية طعن في منطقة الجسر شمال قرية الزاوية قرب سلفيت. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن عامر «كان يحمل سكينا وحاول طعن رجال من قوات الأمن على حاجز جنوب قلقيلية... أحبطت قوات الأمن الهجوم وفتحت النار ردا على التهديد المباشر ما أدى إلى مقتل المهاجم».
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الاسرائيلية بعد اجتماع مجلسها الوزاري المصغر (الكابينت) أنها ستعمل سريعاً على الانتهاء «من بناء الجدار حول القدس وبناء قسم جديد في قطاع ترقوميا (قرب الخليل بجنوب الضفة)»، كما قال بعض وزراء الحكومة. كذلك قرر الكابينت «إغلاق وسائل الإعلام التي تنشر تحريضا على العنف». وجاءت هذه القرارات رداً على عمليات أول من أمس، التي أدت إلى مقتل الضابط في الجيش الأميركي تايلور فورس، الذي سبق له أن قاتل في وحدات النخبة الأميركية في الحربين على أفغانستان والعراق.
في هذا الوقت، وجه نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال لقائه رئيس حكومة العدو، بينيامين نتنياهو، انتقادا ضمنيا لقيادات السلطة الفلسطينية لعدم إدانتهم الهجمات ضد الإسرائيليين.
وقال بايدن: «الولايات المتحدة الأميركية تدين هذه الأعمال وهذا النوع من العنف الذي شهدناه بالأمس، والفشل في إدانته... الخطاب الذي يحض على العنف والانتقام الذي ينجم عنه، يجب أن يتوقف». ودعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «وقف عمليات القتل وتهيئة الأجواء لإجراء مباحثات سلام بينهما والتحرك سريعا باتجاه تحقيق حل الدولتين». وقال: «الطريق الوحيد للحفاظ على الطابع اليهودي والديموقراطي لدولة إسرائيل يتمثل بالخروج من الطريق المسدود نحو تطبيق حل الدولتين للشعبين».
أما نتنياهو، فطالب رئيس السلطة، محمود عباس، بـ«إدانة العمليات الفردية التي يقوم بها شباب فلسطينيون ضد الإسرائيليين». وقال إن «الساعات الـ24 الأخيرة كانت صعبة على إسرائيل وخاصة بعد تعرضها لخمس عمليات قتل راح ضحيتها مواطن أميركي في إسرائيل دون إدانة من السلطة».
في المقابل، وصف عضو «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير»، جميل شحادة، استشهاد سبعة فلسطينيين في الـ24 ساعة الماضية، بـ«المجزرة، التي تتزامن مع زيارة بايدن لإسرائيل وفلسطين». ورأى شحادة أن ما تقوم به إسرائيل «رسالة للإدارة الأميركية وللعالم أنها لن تتعاطى مع أي مبادرة، وتنفذ سياساتها القمعية والتنكيلية فقط».
إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، استشهاد عنصر فيها من مخيم البريج (شرق قطاع غزة)، هو سليمان العايدي، «أثناء الإعداد والتدريب»، فيما قالت وسائل إعلام العدو إن العايدي، هو من «نخبة القسّام»، وإنه توفي في البحر.