في ظل التطورات السياسية والميدانية التي تتوالى على الساحات العربية، وتحديداً في مصر وسوريا، ارتفع منسوب القلق لدى الأجهزة الامنية الاسرائيلية على مصير النظام الملكي في الأردن، بناء على تقدير يرى امكانية انتقال التطورات التي تشهدها محيطه الى ساحته الداخلية، ربطاً بتركيبته الداخلية وأوضاعه الاقتصادية والأمنية.
واعتبر المعلق الأمني في صحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، أنه في ظل كل الفوضى في الشرق الأوسط التي تسير في اتجاه تصاعدي، يخيل للوهلة الأولى أن النظام الأردني هو الأكثر استقراراً «لكن الحقيقة بعيدة عن ذلك». وأضاف ربابورت أنه الى جانب كل مصادر القلق التي تشكلها الأحداث في مصر وسوريا، ترى الأجهزة الامنية الاسرائيلية أن امكانية انهيار النظام الهاشمي في الأردن، هي بالتأكيد معقولة، وتحديداً في ظل تفكك الوطنية العربية.
ورأى ربابورت أنه على بالرغم من اعتماد الملك على القبائل البدوية الموالية، والتي تتبوأ المناصب الأساسية في الجيش الأردني، وعلى الدعم التكنولوجي الأميركي، غير أن النظام الأردني في دائرة الخطر، لجهة امكانية وصول الاضطرابات الاقليمية الى المملكة أيضاً، خاصة في ظل الأعداد الضخمة للسكان الفلسطينيين، اضافة الى أن القبائل البدوية تميل الى التمرد بين الحين والآخر، فيما يحاول الملك كسب تأييدها عبر رفع الرواتب في صفوف الجيش.
هذا الى جانب الوضع الاقتصادي القاسي، ووجود مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في شمالي الدولة، وهو أمر يثقل على النظام أكثر فأكثر. ويُضاف الى كل ذلك، وجود منظمات الجهاد العالمي التي اتخذت مواقع لها في هوامش المملكة، وتهدد استقرار النظام.
في ضوء ما تقدم، رأى ربابورت، أنه «ليس من المؤكد بقاء الملك عبد الله طوال الوقت، وأن سقوط النظام يمكن أن يشكل أكثر من كابوس لاسرائيل، لأنه سيجبر الجيش على الدفع بقوات كبيرة الى حدود اسرائيل الشرقية الطويلة». هذا كله قبل الحديث أيضاً عن الآثار الكابوسية، على ما يجري في المناطق الفلسطينية المحتلة، وعن تحول الأردن الى جنة عدن لمنظمات الجهاد العالمي، كما هو الحال في سيناء وجنوب سوريا.
من جهة ثانية، رأى ربابورت أن خطر سقوط النظام الأردني لا يزال غير ملموس حتى الآن، على الأقل في المدى الزمني الفوري، ويؤكد أن اسرائيل تتابع مصر وما يجري فيها بعمق واهتمام شديدين، لكنه خلص الى القول أنه في حال وقعت الحرب في صيف العام 2013، فإنها ستأتي من الشمال.