في «حادث أمني» وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ«الخطير»، قُتِل ثلاثة جنود إسرائيليين، اليوم، بالقرب من الحدود التي تفصل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن مصر، عند معبر العوجة (نيتسانا)، على مسافة 40 كيلومتراً شرق رفح بين صحراء النقب وسيناء. وجاء إقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بهذه الحصيلة، بعد تكتّم لساعات، اقتصر خلالها الحديث على «وقوع إصابتين»، في حادث «يقوم الجيش بالتحقيق في ملابساته، على أن يعلن تفاصيله لاحقاً»، وفق ما جاء على لسان المتحدث العسكري، أفيخاي أدرعي.
وفي روايته اللاحقة، أعلن جيش الاحتلال أن مسلحاً أطلق النار على جنود (إسرائيليين) كانوا يجرون عمليات تفتيش في منطقة الحادث، ليردّ هؤلاء بإطلاق النار، مشيراً إلى أن قوات إضافية هرعت إلى مكان الحادث مع مروحيات مقاتلة. وأقرّ الجيش بمقتل جنديَين في الواقعة، قبل أن يتبيّن أيضاً مقتل جندي ثالث كانت تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن إصابته بحالة حرجة (موت سريري) إثر جرح في الرأس.
وبينما تفرض المؤسسة الأمنية رقابتها المشدّدة كعادتها، أوردت مواقع عبرية تفاصيل الحدث، قائلة إنه في تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً، رصدت القوات الإسرائيلية نشاطاً على السياج الحدودي بالقرب من نيتسانا، ما استدعى استنفار جنديين جاءا إلى الموقع بآلية (جيب)، حيث أطلق شرطي مصري من حرس الحدود النار عليهما، بعد تسلّله إلى «الأراضي الإسرائيلية»، ليصابا بطلقات نارية أدت إلى مقتلهما. وعندما قُطع الاتصال بالجنديين، أجريت عمليات بحث لتحديد مكانهما. وحوالى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، عُثر عليهما مقتولين. وبعد مطاردة المهاجم، أطلقت القوات الإسرائيلية عليه النار، ما أدى إلى مقتله. وتشير تقديرات الاحتلال، بحسب وسائل الإعلام العبرية، إلى أن الحدث الأمني عبارة عن عملية نفّذها جندي مصري.
وإثر الحدث، أجرى وزير الأمن يوآف غالانت، بالتعاون مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية، «تقييماً للوضع»، وسط حالة إرباك وترقب تعيشها المؤسستان الأمنية والسياسية حتى اللحظة. وأفادت وسائل إعلام بأنه تمّ إبلاغ رئيس المعارضة، يائير لابيد، برسالة مفادها: «مقبلون على أيام صعبة وعلينا أن نتجهز لأي سيناريو»، بعد استدعائه للمشاركة في المشاورات الأمنية.