غزة | في الوقت الذي تواصلت فيه استعدادات الاحتلال ومستوطنيه لتنظيم "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المحتلّة، تتابعت الاتصالات بين الوسطاء والمقاومة الفلسطينية التي هدّدت بأن أيّ تغيير في واقع المسجد الأقصى سيؤدّي إلى "تفجّر الأوضاع وسيناريوات غير متوقّعة". وبحسب ما علمته "الأخبار" من مصادر في المقاومة، فإن اتصالات جديدة جرت بين الوسيط المصري والفصائل في قطاع غزة، حاول في خلالها الأوّل طمأنة الأخيرة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد تصعيداً أو إحداث تغيير في الحرم القدس، وستعمل على أن تمرّ المسيرة كما هو معتاد كلّ عام، وأنها قرّرت إبعاد عناصر الاستفزاز والشخصيات التي يمكن أن تتسبّب بتوتير الأوضاع. وفي هذا الإطار، وعلى رغم مشاركة وزراء من الحكومة الإسرائيلية، على رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، في الفعالية، إلّا أن مخاوف شرطة الاحتلال من تبعات هذه الأخيرة دفعتها إلى إصدار أوامر إبعاد من البلدة القديمة لعدّة نشطاء يهود لفترات متفاوتة، لوجود تقديرات بتشكيلهم "خطراً على أمن الدولة".
أكدت الفصائل أن «الاستفزازات الميدانية ومحاولة فرض وقائع جديدة لن يتمّ تمريرها»

ومع ذلك، أكدت الفصائل، من جهتها، أن "الاستفزازات الميدانية ومحاولة فرض وقائع جديدة في ما بتعلّق بالواقع الزماني والمكاني لن يتمّ تمريرها"، محذّرة من أن "اعتقاد حكومة الاحتلال بأن المقاومة في غزة لا يمكنها الدخول في جولة جديدة خاطئ، إذ لن تتخلّى المقاومة عن حق الدفاع عن المسجد الأقصى". وعن سيناريوات التعامل مع المسيرة، تلفت المصادر إلى أن "المقاومة في صدد مراقبة ما سيجري في القدس"، وأن "الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل سيكونون في الخطّ الأول للدفاع عن المسجد الأقصى"، منبّهةً إلى أنه "في حال اتّخذ المتطرّفون خطوات تهدّد الوضع القائم في المسجد، فإن جميع السيناريوات ستكون مفتوحة، بما في ذلك إطلاق صواريخ من مختلف الجبهات". وكان نشطاء دعوا إلى الاحتشاد فجراً في المسجد الأقصى اليوم، تفادياً للتقييد الذي يُتوقّع أن يفرضه العدو على أبواب المسجد الأقصى مع ساعات الصباح.
في المقابل، استمرّت الاستعدادات الإسرائيلية لهذا اليوم، والتي لم تقتصر على القدس، بل شملت الضفة الغربية أيضاً، حيث يُتوقّع أن يحاول الفلسطينيون تنفيذ عمليات فدائية، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مشيرةً إلى أنه عُقد أخيراً لقاء أمني بين قيادة السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، بهدف ضبط الوضع في الضفة عشيّة "مسيرة الأعلام". أمّا على المقلب الأميركي، فدعا نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، جميع الأطراف إلى التحلّي بضبط النفس، مشدّداً، خلال الإيجاز الصحافي اليومي بحسب ما ورد في موقع "واللا" العبري، على "ضرورة تفادي الأفعال والخطابات التي من شأنها تصعيد الموقف". وردّاً على سؤال حول سبب عدم مطالبة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل، بمنع المسيرة، قال باتل "إنّنا نؤمن بحق الأفراد في التعبير عن أنفسهم والقيام بذلك بشكل سلمي".