دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة، إلى إضراب شامل في المحافظات والمدن الفلسطينية كافة، وإلى يوم غضب حداداً على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ صبيحة اليوم على مخيّم جنين، والذي أسفر إلى الآن عن سقوط أربعة شهداء على الأقل، و43 جريحاً بينهم إصابات خطرة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
في غضون ذلك، دانت أحزاب وفصائل فلسطينية العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين، ناعيةً المقاومين الشهداء. فقد نعت «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»، في بيان، «المقاومين الأبطال أبناء مدينة جنين الصامدة الذين استُشهدوا صباح اليوم في جريمةٍ صهيونيّةٍ جديدة استهدفت الأبطال المقاومين، عبد فتحي خازم، ومحمد محمود ألونة، وأحمد نظمي علاونة». وأكدت أن «هذه الجريمة تثبت للقاصي والداني أنّ هذا العدو المجرم الذي يمارس الإرهاب بشتّى أشكاله ضد شعبنا الفلسطيني، لا يخضع إلّا للغة القوّة، وأنّ المقاومة هي القادرة على الوقوف في وجه هذه الجرائم»، معتبرةً أن «الاشتباك الذي أقدم عليه هؤلاء الأبطال هو الصورة المشرقة لشعبنا الفلسطيني ونضاله العادل ضد جرائمه المستمرة، والتي ستحفظها الأجيال كنقيضٍ دائمٍ في وجه كل الدعوات الاستسلاميّة الانهزاميّة المطالبة بنزع سلاح المقاومة».
وجددت «الجبهة» دعوتها لـ«السلطة بالوقف الفوريّ للتنسيق الأمني وكل أشكال العلاقات والتطبيع مع هذا الكيان المجرم، وإلى اعتماد لغة المواجهة الشاملة جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا ضد هذا الاحتلال».

أمّا حركة «الجهاد الإسلامي»، فقال الناطق باسمها، طارق سلمي، إن «ارتقاء الشهداء الأبطال في جنين يأتي مع ذكرى اقتحام (أرئيل) شارون للمسجد الأقصى المبارك قبل (22 عاماً) ، ليؤكد الشعب الفلسطيني أن مسيرة المقاومة ماضية مهما بلغت التضحيات». وأكد أن «إرادة المقاومة الفلسطينية لن تقبل الاستسلام وستواصل تصدّيها لجرائم الاحتلال وستواجه العدوان بكل إصرار، وهي متمسكة بسلاحها ونهجها الثابت».
وشدد سلمي على، أن «دماء الشهداء الأبرار لن تضيع هدراً، ومقاومة شعبنا المتصاعدة بقوة لن تتهاون أمام تلك الجرائم والاعتداءات الصهيونية التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».

في غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الاحتلال الإسرائيلي ما زال يستخفّ بحياة أبناء شعبنا الفلسطيني، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته لسياسة التصعيد، حيث ذهب ضحية عدوانه في جنين حتى الآن ثلاثة شهداء والعشرات من الجرحى». وأضاف أن «هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً لإسرائيل، سواء في الأماكن المقدّسة الإسلامية والمسيحية أو في جنين أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأكد أبو ردينة أن «إسرائيل ما تزال دولة خارجة على القانون الدوليّ، وأن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية فقدتا مصداقيّتهما من خلال مطالبتهما بالهدوء والحفاظ على الاستقرار، وعلى أرض الواقع تمارس كل أشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته». وتابع: «الإدانات وحدها لم تعد تكفي، لأن الاحتلال ما زال يُصرّ على تجاوز كل الخطوط الحمر سواء في القدس أو جنين أو نابلس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الاحتلال الإسرائيلي أن يفهم أن إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته أقوى من الاحتلال وطغيانه».

وفي الإطار، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد اللطيف القانوع، أن «الاحتلال لن ينجح في تمرير مخططاته والاستمرار في عدوانه»، مبيّناً أن «شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة سيتصدّون له ويواصلون نضالهم حتى كنسه». وأضاف «أن الاشتباكات اليوم في جنين وتصدّي المقدسيّين لقطعان المستوطنين في الأقصى يأتي في إطار معركة شعبنا ضد المحتلّ لحماية الأرض والمقدسات». وبيّن أن «جنين وأهلها ومقاوميها يستبسلون في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني ويدافعون عنها وعن ذوي الشهداء».

من جهته، دان حزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، وهو حزب فلسطيني يُشارك في الكنيست الإسرائيلي، «الاجتياح الإسرائيلي لمخيّم جنين والذي أسفر عن ارتقاء 3 شبان وإصابة آخرين خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال ومحاصرة منزل على أطراف مخيم جنين». وقال «التجمع» في بيان: «ندين الإعدامات الميدانية التي نفّذتها قوات الاحتلال في مخيّم جنين صباح اليوم، والإجراءات العقابية الجماعية التي تفرضها على المنطقة بين الفينة والأخرى». وتابع: «تأتي هذه العملية في الذكرى الـ22 للانتفاضة الثانية وبعد أسابيع من التهديدات بشنّ عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، على لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي آخرهم رئيس الحكومة تسمّي نفسها حكومة التغيير، يائير لابيد».
وأضاف أن «ممارسات الاحتلال الانتقامية في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية هي سبب التصعيد في هذه المنطقة، خصوصاً العقوبات الجماعية وهدم المنازل وترحيل وسحب إقامات وتصاريح أقارب منفّذي العمليات، كما يفعل أي نظام قمعي من العصور الوسطى». وحمّل البيان «حكومة لابيد بجميع مركّباتها، مسؤولية التصعيد الإجرامي في الأراضي الفلسطينية»، داعياً إلى «أوسع ضغط شعبي ودولي على إسرائيل لدفعها إلى وقف انتهاكاتها وجرائمها البشعة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية خاصة وفي جميع الأراضي المحتلة».