غزة | في الوقت الذي تستعدّ فيه «جماعات الهيكل» لتنفيذ اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، ومحاولة إحداث تغييرات جديدة في الوضع القائم هناك، أبلغت حركة «حماس»، الوسطاء، بأن أيّ خطوات من هذا النوع «ستؤدّي إلى تفجير الأوضاع وقد تقود إلى معركة لا يرغب فيها أحد». وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر «حمساوية»، فقد أوصلت الحركة إلى الوسطاء المصريين والقطريين والأمميين، أخيراً، أنها «تراقب ما يجري في المسجد الأقصى، ومحاولات اليمين المتطرّف تكريس تقسيمه، عبر تكثيف سياسة الاقتحامات، وإقامة مراسم استفزازية جديدة داخل الحرم». وركّزت «حماس»، خصوصاً، بحسب المصادر، على مسألة «نيّة جماعات الهيكل نفخ البوق في باحات الأقصى خلال رأس السنة العبرية»، مؤكدةً أنها «لن تسمح بتمرير هذا الأمر، ولن تتردّد في اتّخاذ القرار المناسب حياله». ودعت الحركة، الوسطاء، إلى الضغط على سلطات العدو، «لأن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بأن يكون الأقصى مادّة انتخابية يستخدمها المتطرّفون في دولة الاحتلال»، مشدّدةً على أن «نتائج معركة سيف القدس لا تزال حاضرة، ولن يتمّ التراجع عن مكتسباتها».وفي الإطار نفسه، حذّرت «حماس» على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار، خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس في مدينة غزة، من «إمكانية جرّ المنطقة إلى حرب دينية في حال واصَل الاحتلال انتهاكاته في المسجد الأقصى»، منبّهةً إلى أن «ما يجري في القدس والأقصى من تسارُع لأشكال العدوان ووتيرة المخطّطات الصهيونية التهويدية، يشكّل اعتداءً سافراً على المكانة الدينية والإسلامية للمدينة والمسجد»، عادّةً ذلك «امتداداً لمخطّط التهويد الذي اعتمدته حكومة الاحتلال في عام 2018، ووفّرت له الإمكانات للتمدّد الاستيطاني المتوحّش في المدينة المقدسة». واعتبر الزهار أن «استمرار هذا العدوان سيكون سبباً في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال»، مُجدِّداً التزام «حماس» «المطلق بالدفاع عن حقوق شعبنا ومقدّساته بكلّ الوسائل الممكنة». ووثّقت الحركة، في المؤتمر، تصاعُد الاعتداءات بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل صارخ في الآونة الأخيرة، مُحصيةً «منذ بداية عام 2022، اقتحام أكثر من 27 ألف مستوطن للمسجد، وقتْل قوّات الاحتلال 6 مواطنين من مدينة القدس، منهم الصحافية شيرين أبو عاقلة، واعتقالها 2012 مواطناً بينهم أطفال ونساء، وهدمها أكثر من 90 منزلاً».
من المتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة موجة جديدة من الاعتداءات الاستيطانية على المسجد

وحضّ الزهار أهالي الضفة والقدس والداخل على «شدّ الرحال والنفير والرباط في الأقصى، وخاصة في فترة الأعياد المزعومة»، مطالِباً «السلطة الفلسطينية بالقيام بواجبها في حماية القدس والأقصى، بدلاً من التنسيق الأمني ومطاردة المقاومين واعتقالهم خدمةً للاحتلال». كما ناشد «أحرار العالم التحرّك لردع الاحتلال وإجباره على وقف مخطّطاته العنصرية، والعمل على رفع ملفّ الجرائم والانتهاكات الصهيونية إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمُجرمي حرب».
ويأتي ذلك فيما من المتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة موجة جديدة من الاعتداءات الاستيطانية على المسجد الأقصى، حيث تنوي «جماعات الهيكل»، «نفخ البوق» عدّة مرّات في المسجد، يومَي الـ26 و27 من أيلول الجاري، بمناسبة ما يُسمّى «رأس السنة العبرية». أمّا في 5 تشرين الأول، الذي يصادف «عيد الغفران» العبري، فالمقرَّر تأدية طقوس «قربان الغفران» في الأقصى، وهو ما تمّ بالفعل العام الماضي من دون استخدام أدوات، فيما ينوي المستوطِنون أيضاً الرقص في «المدرسة التنكزية» في الرواق الغربي للمسجد بعد أذان المغرب مباشرة. ولكوْن هذا «العيد» يوم تعطيل شامل لمرافق الحياة، فإن الاقتحام الأكبر سيكون في الـ6 من تشرين الأول، في حين سيبدأ من اليوم العاشر من الشهر نفسه وحتى الـ17 منه، «عيد العُرُش» التوراتي، والذي يحرص المستوطِنون خلاله على إدخال القرابين النباتية، من أغصان صفصاف وسُعُف نخيل وثمار حمضيات، إلى الحرم القدسي.