غزة | وسط توتّر في العلاقات وتبادل للاتهامات بين إسرائيل وروسيا، وصل وفد قيادي من حركة «حماس» إلى موسكو أوّل من أمس، لعقد لقاءات مع مسؤولين روس، أبرزهم نائب وزير الخارجية، سيرغي لافروف، الذي أبدى اهتماماً بالزيارة «الحمساوية»، على الرغم من أنها ليست الأولى لبلاده. وبحسب مصادر في الحركة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الزيارة كانت مقرَّرة الأسبوع المقبل، إلّا أن المسؤولين الروس طلبوا تقديم موعدها. وأكدت المصادر أنه فور حديث قيادة «حماس» عن زيارة لروسيا، سارعت الأخيرة إلى الترحيب بها، لافتة إلى أن المباحثات بين الجانبَين تتناول قضية القدس والاعتداءات من قِبَل الاحتلال عليها وعلى المقدّسات الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى مصادرة إسرائيل أملاكاً تتبع لروسيا في المدينة.وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس، أن نائب الوزير، ميخائيل بوغدانوف، استقبل وفد «حماس» في مقرّ الوزارة في موسكو، وذلك بعد عدّة أشهر من آخر زيارة للحركة في كانون الأول من العام الماضي. ويضمّ الوفد عدداً من أعضاء المكتب السياسي، وعلى رأسهم موسى أبو مرزوق وفتحي حماد وحسام بدران، بالإضافة إلى ممثّل «حماس» في العاصمة الروسية. وكان مصدر دبلوماسي روسي رفيع أفاد، مساء الأربعاء، بأن الطرفين سيناقشان «العلاقات الثنائية، والدعم الروسي للقضية الفلسطينية، والانتهاكات الإسرائيلية للمقدّسات الإسلامية والمسيحية، والاعتداءات على الفلسطينيين»، فضلاً عن «قضية رفع الحصار عن قطاع غزة». كما أفاد بأن «حماس ستطرح على المسؤولين الروس خطورة ممارسات الاحتلال، والتي قد تؤدّي إلى اندلاع حرب دينية لا يرغب بها أحد في المنطقة». وأعقب لقاءَ بوغدانوف بالوفد «الحمساوي» تأكيدُ الأوّل أن موسكو مستعدة لاقتراح منصّتها كمكان لعقد اللقاءات الفلسطينية - الفلسطينية.
الزيارة كانت مقرَّرة الأسبوع المقبل، إلّا أن المسؤولين الروس طلبوا تقديم موعدها


في المقابل، أظهرت وسائل الإعلام العبرية استياءً من الاستقبال الروسي للوفد «الحمساوي»، مشيرة إلى أن «العلاقات دخلت في أزمة أخيراً»، وأن «هذه الأزمة تتعمّق مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت تخشى فيه تل أبيب من أن تقدّم موسكو دعماً لحماس ما سيؤدي إلى تقوية الحركة في مواجهتها مستقبلاً». وكانت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تحدّثت عن مرتزقة من إسرائيل يقاتلون إلى جانب «كتيبة آزوف» المتطرّفة في أوكرانيا، فيما اتّهم لافروف، دولة الاحتلال، بدعم «النازيين الجدد» في أوكرانيا، مثيراً جدلاً كبيراً بحديثه عن كون «هتلر من أصول يهودية»، في معرض اعتباره أن «حقيقة أن زيلينسكي يهودي لا تنفي وجود عناصر نازيين في أوكرانيا». ووصفت «القناة الـ12» العبرية تلك التصريحات بأنها «ذروة تدحرج العلاقات المركّبة جدّاً بين روسيا وإسرائيل»، ولا سيما بعد إعلان الأخيرة أنها «ستساعد كييف عبر آلاف الخوذ والدروع». وعلى الخلفية نفسها، استدعت تل أبيب السفير الروسي لديها، فيما اعتبر وزير الخارجية، يائير لابيد، أن «تصريح لافروف لا يُغتفر ومشين وخطأ تاريخي فظيع».