أكد الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، خطورة الوضع الصحي للأسير المريض ناصر أبو حميد، مشيراً إلى أن «الأطباء لا يزالون يبقونه في حالة تنويم، نظراً إلى عدم قدرة جسده على إخراج السوائل التي تتجمّع في رئتيه».ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية «وفا» عن عبد ربه قوله، إن «سلطات الاحتلال تمنع عائلة الأسير أبو حميد وطواقم الصليب الأحمر وأي جهة أخرى من زيارته، ما يؤكّد خطورة وضعه الصحي».

وفي السابع من الشهر الجاري، تمكّنت العائلة من زيارة ابنها ناصر، القابع في غرفة العناية المكثفة في مستشفى «برزلاي» الإسرائيلي بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال وإدارة السجون، حيث بالكاد تمكّنت والدته وشقيقه من التعرف إليه بينما كان مستلقياً ورأسه متصل بأنابيب، وبعد ذلك منعت سلطات الاحتلال العائلة من زيارته.

يُذكر أنه قبل سبعة أيام، أبلغ الأطباء في مستشفى «برزلاي» شقيق ناصر، أن رئتيْه تعملان بنسبة 30%، وهو في حالة تنويم لأن أي جهد قد يؤثّر على أدائهما.
وكان الأسير أبو حميد قد عانى بداية شهر كانون الثاني 2021، من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوصات مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.

وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى على إدارة السجن، نُقل ناصر لإجراء تصوير أشعة، وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى، ومع ذلك، استمرت عيادة السجن بصرف كميات كبيرة من المضادات الحيوية، على اعتبار أن الكتلة يمكن أن تزول بها.
ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، تم نقله إلى مستشفى «برزلاي»، وهناك أُجريت له فحوصات وصور أشعّة أكثر دقّة، أظهرت أنه مصاب بورم تقرّر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية.

وبعد فترة زمنية تُقارب الشهر، تبيّن أن الورم سرطاني وعادت الخلايا للانتشار، وتقررت له جلسات علاج كيميائية استغرق البدء بها ما يقارب الـ20 يوماً حتى الشهر بعد إجراء العملية الجراحية.
وبعدما تلقّى ناصر الجرعة الأولى، شعر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادّة، وأُعيد على إثرها إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام، قاموا خلالها كما يدّعي الطاقم الطبي في «برزلاي» بإفراغ الرئة من الهواء بواسطة إدخال أنبوب إليها، وهذا الأنبوب كان بحجم ثلاثة أضعاف ما تحتاج إليه رئة ناصر، لذلك صاحبت العملية آلام شديدة، ومردّ هذا الخطأ إلى أن المتخصص بمثل هكذا عمليات كان «منشغلاً»، ومن قام بالعملية هو متدرّب، وعلى إثرها أُصيب ناصر بجرثومة في الرئة، الأمر الذي فاقم من حالته الصحية.