غزة | بعد يومين من الانتقادات الحادّة التي وجّهتها عائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى رئيس حكومة العدو، نفتالي بينت، ومسؤول ملفّ الجنود الإسرائيليين، يارون بالوم، كشفت حركة «حماس» أنها قدّمت إلى الوسيط المصري خارطة طريق لتنفيذ صفقة تبادل خلال الفترة المقبلة. وبحسب ما علمته «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، فإن مقترح «حماس» شمل خيارَين: إمّا الذهاب نحو صفقة تبادل شاملة يتمّ تنفيذها على مرحلة واحدة، وتشمل الإفراج عن أسرى صفقة 2011 المُعاد اعتقالهم والنساء والأطفال والمرضى، بالإضافة إلى ذوي المحكوميات العالية، وإمّا تجزئة الصفقة إلى مرحلتين (كما حدث في عام 2011)، بحيث يتمّ في المرحلة الأولى إطلاق سراح الأسرى المعاد اعتقالهم والأسيرات والأطفال مقابل تقديم «حماس» معلومات حول الجنود، فيما تشمل المرحلة الثانية الإفراج عن الآلاف من الأسرى ذوي المحكوميات العالية، ومَن تصفهم دولة الاحتلال بأنهم «ملطّخة أيديهم بدماء الإسرائيليين»، مقابل فكّ قيد الجنود. وأشارت المصادر إلى أن «حماس تخوض مفاوضات متعدّدة، وتتجاوب مع جميع الوساطات التي عُرضت عليها من أطراف عربية وأوروبية وإقليمية، فيما لا تزال المشكلة لدى دولة الاحتلال وحكومتها»، مضيفة أنه «على مدار المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية، كان وفد الاحتلال المفاوِض يطالب بفصل الجنديَّين هدار غولدن وشاؤول أرون عن الجنديَّين أبراها منغستو وهشام السيد، وهو ما رفضته المقاومة وأبلغت المصريين أن حديث العدو بهذا الأمر لن يقابَل بأيّ استجابة في ملفّ المفاوضات».
تقترح الحركة تبادلاً على مرحلتين أو تبادلاً شاملاً دفعة واحدة

وفي الإطار نفسه، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، ومسؤول ملفّ الأسرى في الحركة زاهر جبارين، أن حركته قدّمت للوسطاء خارطة طريق واضحة لإتمام التبادل، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال. وقال جبارين إن «قيادة حماس تتابع موضوع الأسرى على مدار سنوات، ويوليه الجناح العسكري للحركة اهتماماً خاصاً، وهو على سلّم أولوياتها وحاضر في اجتماعاتها». وأشار إلى أن «الاحتلال حاول أكثر من مرّة بعد معركة سيف القدس ربط ما يجري في غزة والتقدّم في عملية الإعمار بملفّ أسراه في القطاع، وحماس وقيادة المقاومة أفشلت ذلك بعد أن رفضته رفضاً قاطعاً وأبلغت كلّ الوسطاء باستحالة ربط الملفَّين أحدهما بالآخر». ولا تزال نوايا العدو في شأن ملفّ التبادل غير واضحة، وهو ما عبّر عنه جبارين بالقول إن «الاحتلال يتقدّم خطوة أو خطوتين ويتراجع ثلاثاً، ويحاول الوصول إلى معلومات حول جنوده في غزة من دون الاضطرار لدفع أيّ ثمن»، مشدداً على أن «أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم سيكونون شرطاً لإنجاز أيّ صفقة قادمة».
من جهتها، كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أن الفجوات بين إسرائيل و«حماس» في شأن صفقة التبادل لا تزال قائمة، لافتة إلى أن كلّ طرف يتمسّك بمواقفه، خصوصاً في ما يتّصل بأصحاب المحكوميات العالية الذين ترفض تل أبيب الإفراج عن المئات منهم، فيما لا تتراجع الحركة عن شرط إطلاق سراحهم. وأوّل من أمس، وجّهت عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة، هدار جولدن، انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بينت، معتبرة إياها «أسوأ من الحكومة السابقة»، ومتهمة المسؤولين بأنهم «تخلّوا عن الجنود الأسرى منذ سبع سنوات، من دون أن يفعلوا شيئاً لإعادتهم، بينما يواصلون خداع الجمهور». وطالبت العائلة باستبدال بالوم؛ كونه «يعمل في هذا المنصب منذ أربع سنوات من دون أن يحقّق أيّ نتيجة، بل إنه يؤيد إطلاق سراح أسرى ملطّخة أيديهم بالدماء لإتمام الصفقة»، وهو ما يتعارض مع رؤية العائلة التي تطالب بربط الإعمار في غزة بموافقة المقاومة على الإفراج عن الجنود.